براغماتية وقحة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
لا يقنعنا أحد أن رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان وحده من يعطل مجلس الوزراء، وللتأكيد فقط، ما إن ينفضَّ عنه حلفاؤه حتى ينتهي كل شيء وتعود الأمور لتسلك مسارها الطبيعي قضائيا، وما نحن عليه اليوم أبعد بكثير من حادثة قبرشمون، ويخطىء من يحاول توصيف ما يجري على أنه ذات صلة بحادثة أمنية، ومتوهم من ظن ولو للحظة أن ثمة كمينا ومحاولة "اغتيال" وزير، وهي حادثة عرضية الكل فيها مسؤول، بالإذن من التحقيقات المصادرة بالسياسة، على الأقل احتراما لدماء من قضى وأصيب ورأفة بعقول الناس غير المعطلة.
وبكل أسف، ومن على ضفاف ألم المواطنين ودمائهم، ثمة محاولات حثيثة للتموضع بين 14 و8 آذار، في عودة مرة جديدة إلى مواقع لم تجلب للبنان سوى الخراب والدمار، سوى التعطيل وضرب مصالح الناس وتهديد أمنهم وتطيير مستقبلهم، والكل يستغل الدم لتحسين شروطه ومواقعه، فـــ "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" يضغطان من أجل حصار رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، وفي المقابل ثمة يعضد عصب القوى في الجهة المقابلة، فرئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع سيتوجه إلى المختارة "دعما لمصالحة الجبل" وللنائب وليد جنبلاط، و"تيار المستقبل" أقرب إلى الجهة المناهضة لـ "حزب الله"، وتبدو خارطة التحالفات الآذارية واضحة بنسبة 90 بالمئة، وعَوْد على بدء.
أما المجلس العدلي فليس بأكثر من تفصيل شكلي في حاضرة الصراع القائم وخاصرته، لكنه ضروري لتتمظهر التحالفات الجديدة، بانتظار أن يحسم الباقون أمرهم لزوم الخطابيْن والشعارين بما يخدم الإنقسام والتشرذم، وتاليا إحضار القوى الإقليمية مرة جديدة إلى ساحاتنا دعما لـ "انتفاضاتنا" المنتظرة، دون الحاجة لعدو يعيدنا إلى العصر الحجري، فنحن "منكفي ومنوفي".
كل ما نشهد اليوم من مواقف متذاكية ليس بأكثر من محاولات رسم موازين قوى غير منفصلة عما يجري في المنطقة، وذلك سيفضي لزاما إلى عودة التحالفات الهجينة بين من لا يجمعهم إلا المصالح الظرفية، براغماتية وقحة ستكون مقدمة لعودة أسوأ معزوفة في تاريخ لبنان الحديث، أي 14 و8 آذار، حيث من المتوقع أن نكون كلبنانيين محكومين بالنشاز مرة جديدة، ورحم الله النأي بالنفس كم كان رجلا طيب الأخلاق وكريم المناقب وعزيز النفس، ولبنان مرة جديدة في أتون حروب إقليمية، وسيقودنا أنصاف الآلهة شرقا وغربا جنوبا وشمالا إلى سحيق هاوية وعميق حفرة، وسننتظر بعدها من ينتشلنا من وهاد سقطنا فيها طواعية وبإرادة واعية أو خارجة من الوعي وبعيدة منه!
|
|
|
|
|
|
|
|
|