النائب شامل روكز... التغريد مع السرب وخارجه! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
من قرر خوض العمل السياسي في لبنان من ضمن تكتل نيابي واضح الأهداف والتطلعات، يصبح أحيانا مجرد رقم عابر لا يقدم أية إضافة تُغني حضوره وموقعه، ولا التكتل الذي ينتمي إليه، فكم هو رائع "التغريد"، ولكنه يغدو رائعا أكثر حين يأتي بعيدا من السرب، فيكون صداه أكبر ووقعه أكثر فعلاً تأثيرا، ولا نستغرب كيف أننا شهدنا حضور نواب مروا دون أن يتركوا أثرا ذات قيمة في مسيرتهم السياسية عموما والنيابية بوجه خاص.
وكي لا يذهب البعض بعيدا، نقول إن التغريد خارج السرب لا يعني ترك السرب إياه، أو التناقض معه، وإنما التمايز عنه بما يظهر السمات الخاصة لهذا المسؤول أو ذاك، أي التمايز الإيجابي دون الذوبان في المجموعة حتى التماهي والضياع بها ومعها، الأمر الذي يعطِّل مَلَكةَ الإبداع، وتاليا، لا تطور حقيقيا إن لم يكن ثمة حيوية انطلاقا من التنوع داخل السرب عينه، وهذه مشكلتنا كلبنانيين في حدود بعيدة، أي حين يصبح تكتل سياسي معين خاملا ومتكئا على مقولات جاهزة، الكل يرددها دون أن يستلهم منها أحد ما يجعلها قابلة للتطور في سياقية حركة الواقع وسيرورته.
ما استوقفنا بالأمس قبيل انطلاق جلسات مناقشة مشروع الموازنة في المجلس النيابي، حضور عضو تكتل "لبنان القوي" النائب شامل روكز إلى ساحة الاعتصام حيث تجمهر العسكريون المتقاعدون الرافضون المساس بحقوقهم ومكتسباتهم المجبولة بالتعب والعرق والدماء، وقال ما يجب أن يقال انتصارا لما هو مقدس في مسار نضالهم في المؤسسة العسكرية ذودا عن لبنان، مؤكدا أن موقفه في المجلس النيابي هو اسقاط المواد التي تنال من العسكر والقطاع العام في موضوع ضريبة الدخل، وهذا إن دل على شيء، فعلى أن ثمة من هم يعيشون وجع الناس فعلا لا قولا، ويواكبون هواجسهم أبعد من موقف وبيان.
ومرة جديدة يؤكد النائب روكز حضورا قارب الاستثناء في مسيرته النيابية، وكان أمينا لمبادىء وقيم آمن بها ومحضها نضاله الطويل ويضفي عليها اليوم بعضا من هالة حضوره، لا سيما حين أكد أيضا أن صوته سيكون الى جانب العسكريين والمتقاعدين لأن هذا حقهم وما يحصل هو ظلم ولن نقبل ان تسلبهم الدولة حقوقهم وموازنة 2019 هي موازنة غب الطلب.
المهم ليس أن تغرد خارج السرب فحسب، وإنما أن يكون لتغريدك صدى، وهذا الصدى تردد بالأمس أبعد بكثير من قاعة مجلس النواب، وليس ثمة ما هو أهم من أن يغرد المسؤول مع السرب وخارجه!
|
|
|
|
|
|
|
|
|