بلد على كف... "محرقة"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو إما المحرقة أو عودة النفايات إلى الشارع، هذا ما سيحكُمُ توجهات المسؤولين في القادم من أيام وأسابيع، ولا من يسأل كيف وصلنا إلى خيارين أحلاهما مُر، فبالأمس ردمنا البحر، واليوم نردم الأمل الباقي، إن بقي ثمة أمل، وعلينا أن نطأطىء الرؤوس ونصغِّر الأكتاف ونقول نعم، وفي الأساس نحن أدنى من أن نحاسِب، ننتظر موتنا القادم على دخان محرقة ورمادها المتطاير، موتنا من جيل محارق حديثة تنفث الصحة والعافية، وثمة من يريد أن نصدق أنه في غمرة الفساد بإمكاننا إدارة محرقة فيما نحن عجزنا عن إدارة مزبلة.
والمحرقة في قلب بيروت خيار صائب! وهي بالتأكيد "ستتضامن" مع رائحة النفايات وانبعاثات المسالخ من المطار إلى "الكوستابرافا" حتى تخوم ساحل الشوف، و"سيتعاطف" مطمر برج حمود مع ما تنفث محرقة بيروت من موت زؤام، وثمة من يتلهى بالفرز من المصدر، شعارا وموعظة، وستكون ثمة دعوة غدا لنصفق ونرفع القبعة لأصحاب الشأن، خصوصا وأن ثمة من ينظِّر للموت الوافد، وثمة أيضا خبراء يسوقون لمحارق يمنع استخدامها في بلد المنشأ، مثل تلك القابعة في ضهور الشوير ومثليتها في مدينة صور، أما ما يحكى عن محارق حديثة، فمن يصدق أننا قادرون على إدارتها؟
لبنان بمساحته الصغيرة أوهى من أن يتحمل خيارات المحارق، بلد "مفروز" طائفيا أنـَّــــى له أن يتعلم ثقافة فرز نفاياته، وحسنا فعل المجلس البلدي لمدينة بيروت في الجلسة المخصصة لإقرار دفتر شروط المحرقة، حين لم يبحث المجتمعون في البنود المتعلقة بالمحرقة كما هو مدرج على جدول الأعمال، حيث سبقت الإجتماع أجواء متشنجة نتيجة الخوف من حصول تباين في وجهات النظر بين الأعضاء، وإن كان السبب وفقا لمصادر إعلامية "من أجل المزيد من الدرس" وبناءً لرغبة كل من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" بحسب ما أشار رئيس المجلس البلدي جمال عيتاني لعدد من الصحافيين.
ما يخيف فعلا تمثل في حراك ناشطين من المجتمع المدني، وبدا اعتصامهم هزيلا، حيث اقتصر الحضور السياسي على "حزب سبعة" و"حزب الحوار" وبمشاركة النواب: نديم الجميل، الياس حنكش وبولا يعقوبيان، وكأن رفض المحرقة في بيروت واي منطقة أخرى منوط بعدد قليل من المواطنين، فيما بالتزامن مع هذا التحرك كان ثمة الآلاف يستقبلون بهستيريا مريضة فنانا تركيا.
كل ذلك يفضي إلى انعدام الأمل في مقاربة موضوعية لأزمة النفايات تقوم على الاستعادة وإعادة التدوير والفرز ضمن إدارة متكاملة، ما يعني أن مستقبلنا خصوصا ولبنان عموما على "كف محرقة"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|