صفقة القرن... و"الضحك على الذقون"؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لا يمكن أن تكون ضد "صفقة القرن" وأن تحابي في الوقت عينه دولا عربية وخليجية على وجه الخصوص، وإلا تكون كمن يبيع مواقف للاستهلاك المحلي، مواقف "فاست فود" سريعة التحضير ولكن تتسبب بعسر هضم، أي أن لها تبعات ترقى إلى ما يعرف بـ "الضحك على الذقون"، خصوصا عندما تكون ثمة مواقف مبالِغة في الغلو علناً، فيما أصحابها غير قادرين على تسمية الأمور بأسمائها، لا بل ويقيمون ألف اعتبار لكل كلمة كي لا يتكدر خاطر زعيم ومسؤول عربي لم ير هو ما يستوجب بعض الخجل في تسويق صفقة لصالح إسرائيل، صفقة لن ينال منها الفلسطينيون إلا خيبات جديدة عبر طمس هويتهم ودمجهم في مجتمعات لا تعوضهم عن أرضهم وتراب وطنهم.
في الخيارات الكبيرة لا منطقة وسطى، ومن يرتضي أن تكون مواقفه رمادية فالأجدى به والأفضل له أن يلتزم الصمت، خصوصا وأن المسألة تمس واقعنا اللبناني خصوصا والعربي بشكل عام، ومن يمالىء دولا ويستشعر الحرج حيالها وهي التي التزمت تمويل الصفقة، فهو يصنف على أنه مع التوطين، ولا نجد تفسيرا آخر، ومن هنا نتفهم مواقف مسؤولين لبنانيين ومن كل الطوائف، وبمعنى أوضح وصراحة أكبر، لا نريد أن يبيع بعض هؤلاء كلاما لا يصرف إلا في المقاهي والصالونات، ومن حقنا أن نسأل ما هو موقف لبنان الرسمي أبعد من خطاب وتغريدة وبيان؟ وكيف يمكن أن يتصدى لبنان لما يخطط له في حاضرة المؤامرة؟
يخطىء من يظن أن العصر الأميركي قدرٌ وأننا محكومون بمشيئة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره وصهره جاريد كوشنير مهندس الصفقة، ويخطىء أيضا من يظن أن فلسطين قابلة للبيع بخمسين مليار دولار أميركي من خزائن دول عربية، ولا بمئات الملايين من الدولارات، ومن ثم على الجميع أن يعلم أن يصنع المعادلات هم الفلسطينيون أنفسهم، وسواعد المقاومين لا الأنظمة، الشعوب لا الدول ولا الحكومات، وهذا درس لم تفقه الإدارة الأميركية إلى الآن أن ما خططت له سابقا وتخطط له اليوم وغدا هو محض تجديف.
لا حل لقضية فلسطين وفق تصورات الأميركي والإسرائيلي ومن لف لفهما ودار في فلك مشاريعهما، وسيظل الصراع قائما بالحديد والنار إلى أن يقتنع الجميع أن السلام العادل هو المدخل لأية مفاوضات، وتهويد القدس وضم الجولان إلى إسرائيل ليسا بأكثر من خارطة مؤقة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|