عرب في العناية المركزة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
نحن العرب موفورو الصحة وهذا ما لا يحتاج إلى دليل علمي كي نقطع الشك باليقين، ولا يحتاج إلى دراسات استبيانية واستطلاعية، يكفي أن ننظر إلى متوسط أعمار الرؤساء والملوك والسلاطين والأمراء، بالمقارنة مع "الغرب المتخلف" طبعا، حتى نتأكد أن الله أنعم علينا بـ "تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى"، أي الصحة التي تستدعي منا نحن الشعوب العنيدة أن ندق على خشب الورد والأبنوس، وقيل قديما الأمثال "يا من أذكيا يا من أنبيا"، و"اعطنِ صحة وخذ ما يدهش العالم"، وقد أدهشنا العالم فعلا بالمضادات الحيوية وغير الحيوية، وسائر الفيتامينات والمقويات والمتممات الغذائية، وأيضا بالشد والنفغ وربط المعدة وبكل أمراض الشيخوخة ولا سيما منها وبشكل خاص "البروستات" بكل أعراضها العضلية الضامرة.
هذا الواقع يعني أن سياساتنا وتوجهات القومية في الغالب تحولت "بروستاتية" لا تنساب بسهولة ودفق قوي، فدائما ثمة "تقطيش"، ولا ننسى كذلك الألزهايمر السياسي والباركنسون وداء المفاصل، ولذلك نجد كيف أننا "مخلعون" نصبو دائما إلى "نعمة النسيان" وقد بلغنا في السياسة أرذلها، ولا نستغرب كيف أننا فقدنا في تطلعاتنا القومية روح الشباب، وابتعدنا عن التجديد في خطابنا السياسي.
بدايةً، نتمنى وافر الصحة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بعد أن تعرض أمس لوعكة صحية، ونتوجه بالتضامن مع الشعب التونسي الشقيق بعد وقوع تفجيرين انتحاريين في وسط العاصمة تونس، مخلفين قتيلا وعددا من الجرحى، وللتذكير فإن الرئيس السبسي بلغ من العمر 93 سنة، ونتمنى أن يتخطَ عتبة المئة، لكن تونس ولادة الفلاسفة والمفكرين والمثقفين لماذا عجزت عن تجديد دم الدولة وترشيق حضورها السياسي داخليا وخارجيا؟ وما يصح على تونس يصح كذلك على معظم دولنا العربية، فيما لا نزال نتمسك بفكرة القائد الملهم ونصف إله!
إذا ما نظرنا إلى واقعنا العربي بشكل عام نتأكد أن سياساتنا تسير بعكازين وأحيانا بكرسي نقال، حتى أننا ما نزال منذ أمد بعيد في العناية المركزة، وهذا ما يعني أن ثمة عقما في بنية دولنا، ومثل هذا الأمر له تبعات على مجمل أوضاعنا العامة، أوليست "صفقة القرن" بعض تجليات "بروستات سياسي" وتوجهات ضامرة؟ وكيف نفسر أن نكون مقعدين غير قادرين على الإتيان بأي فعل حضاري وثقافي؟
نتمنى كل الصحة للمسؤولين العرب على أمل أن ننتج في يوم ما فيتامينات طبيعية متمثلة بالشباب ونتخلى نهائيا وإلى أبد الآبدين عن تلك المصنوعة في المختبرات، وسط فئران التجارب!
|
|
|
|
|
|
|
|
|