تيار غائب تربية ضائعة صحة سائبة ومالية متعثرة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
من يطالب بالدواء والإستشفاء هو في حكم المؤكد ضد " حزب الله "، لا بل ويصوب عليه ويستهدف المقاومة، من ينادي بالتيار الكهربائي 24/24 خصوصا مع ارتفاع وتيرة التقنين وسط صيف حار ويطالب أيضا بتوتر عالٍ تحت الأرض يصنف على أنه ضد "التيار الوطني الحر"، ومن يرفض "إبداعات" وكاميرات قاعات الإمتحانات الرسمية والتكونولوجيا الحديثة، وينتقد حرمان طلاب من التقدم للامتحانات وتحميلهم فوضى المدارس و"سوبر ماركت" التعليم الخاص فهو حتما ضد "الحزب التقدمي الإشتراكي"، ومن يجرؤ على انتقاد سياسة الدولة المالية فهو يناصب "حركة أمل" العداء، ومن يهم ولو بالإشارة إلى التعرض لقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية، ولو أيضا بتصريح مسبق الدفع فهو يحمل على "تيار المستقبل".
وقِسْ على ذلك الكثير، ما يؤكد بما لا يرقى إليه الشك، وبعين اليقين كعين صقر حوام، أن "الوحدة الوطنية" قائمة بتيار غائب عن الوعي وتربية ضائعة وصحة سائبة ومالية متعثرة. إنه زمن العجائب، وسط كل هذي "الأحزان الوطنية" و"التيارات المعطلة"، وكأننا في مكان ما ممنوعون من الإنتقاد، كي لا نصنف في خانة الأعداء لهذا التنظيم أو ذاك، أو لهذه الفئة أو تلك، وعليه لا بد من وضع لاصق على الأفواه (يستحسن الـ "ألتيكو") وتكميمها وطنيا حرصا على الأمن القومي، والمطلوب أن نمتشق التفاؤل سلاحا يوميا وإلا تحل علينا اللعنة، ونصبح مسؤولين عن غياب الكهرباء وتعثر التربية وهدر المال العام وتراجع الصحة العامة، وقد يحملنا المسؤولون التربح غير المشروع وفرض إتاوات وتعميم السمسرة وتأييد التحاصص، وصولا إلى وسمنا بمعاداة السامية وتحميلنا مسؤولية "الهولوكوست" وإلقاء أول قنبلة نووية على هيروشيما، أو أننا حرضنا "الهوتو" ضد "التوتسي" في رواندا الأفريقية، وشجعنا على ارتكاب أعتى مجزرة في تاريخنا الإنساني.
وسط هذه الأجواء، وما يرافقها من مصادرة المال العام واستباحة الشواطئ والجبال والقمم، المطلوب أن نشيع أجواء التفاؤل، مثل "ديك يرقص مذبوحا من الألم"، ويبدو أن ثمة قناعة لدى المسؤولين ترى أنه إذا التزم الإعلام التفاؤل ونثر منه الكثير في مقالات وتحقيقات فذلك يساهم في حل مشكلات البلد، فضلا عن أن المطلوب من الإعلام المسؤول منه وغير المسؤول أيضا دفع الناس إلى التصفيق للزعيم، خصوصا وأن ثمة دراسة أشارت إلى أن التصفيق لا يصيب الأيدي بالخدر فحسب، وإنما يصل تأثيره إلى الدماغ فَــيَشِلُّـــهُ، وبذلك يمكن تكريس ما يوحد اللبنانيين ولو من خلال "شلل وطني عام".
|
|
|
|
|
|
|
|
|