تعصب وغوغاء في حضرة الفراغ الأكبر! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
* " فادي غانم "
لم نرنُ يوما لغير الأمل، الأملُ بغد نضِرٍ شفيفٍ مثل وردةٍ ندِيَّـــةٍ في صباح يدنو إليه ربيع موشَّى بالسحر والجمال، فتسود قيم العدالة والخير، زادنا المحبة والإيمان بهذي الأرض الطاهرة المقدسة، ولم نتطلع لغير ما يُبقي جذوة الحلم متقدة، ونحن نعلم أنه ساعة نخسر الحلم نخسر كل شيء، الأرض والذات ونغدو هائمين في صحاري الضياع، لا وجهة لنا غير الخوف من حاضر والتوجس من مستقبل.
حتى الأمس القريب كنا ما نزال نرنو لأمل نراه اليوم يتكسَّر ويتطاير على صخور "الأنا" القاتلة والشخصانية المريضة، وكأن نظامَنا السياسي المدجَّن والمهجن لا يأتي بغير طحالب فيها من السم ما يُسقم ويُميت، وما نحن عليه اليوم في هذا الفضاء المسكون بأوهام متناثرة يحيلنا إلى أسئلة لا من يجيب عنها، ولا من يملك القدرة على حل طلاسم هذا الصخب الفارغ وسط بقايا خطاب غدا مجلبة لمحنٍ شرور، وفي لحظة تمر، نكاد نظن أننا ممنوعون من الحياة بقرار صاغته الطوائف على مائدة التوافق، فيما لا توافق بغير أمل يخضرُّ في رحاب ما يقربنا من إنسانية تطغى على كل هذا اليباس فيما الحرائق متوقعة.
لم تهدأ السجالات، وكأننا في ملهى ليلي والكل في حالة سكر وضياع، ونقول كفى لكل هذا الهراء غير الوطني، ومن يظن أنه ذو حيثية مهمة واستثنائية يتحول ساعة "يغرد" ليرضي حضوره الملتبس إلى تفصيل بسيط، مجرد حجر في بناء تصدع ومآله السقوط والانهيار، حتى سئمنا متابعة هذه المشهدية الساخرة على وجع، بينما العالم ينظر إلينا على أننا جماعات لا تنتج غير التعصب والغوغاء في حضرة الفراغ الأكبر، إذ لا سياسات حصينة برؤى خلاقة وأفكار قابلة للإثمار بما ينتج دولة أكبر من هامات ضمُرت وتكاد تتلاشى وتختفي.
نقول "كفى" مدوية، وقد بلغ السيل الزبى، والبلد يسير نحو الهلاك، ولا تفاؤل يرتجى في حضرة عنجهية تشبه السراب ولا ماء في أفق الدولة، والأحلام تضيع كل يوم أكثر، ومع كل صياح ديك يتبدى الوجه البشع لجوقة الشتامين والمساجلين والمغردين والراقصين على رماد تحته الكثير من جمر الخوف والفتنة، ودائما نجد "الأنا" متحكمة بالنفوس ومتوطنة في العقول، ونقول "كفى" فقد آن الأوان لنكون على قامة وطن وفي رحاب دولة!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية - المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|