"جمهورية الحدث"... والنقاء الديموغرافي! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
نتفهم هواجس اللبنانيين من بعضهم البعض لكن المجاهرة بـ "النقاء الديموغرافي" يعني أننا وصلنا إلى الدرك الأسفل وأكثر، ولا نلقي باللائمة على رئيس بلدية الحدث جورج عون على خلفية "قرار اتخذه منذ 10 أعوام يمنع فيه بيع الأهالي أملاكهم من أراض ومنازل أو إيجارها للمسلمين"، وفق ما ذكرت اليوم "الوكالة الوطنية للإعلام"، فغياب منطق الدولة المدنية لصالح طوائف تحكم وتستبيح يستجلب الخوف من الآخر الشريك في رحاب وطن لم يتخطَّ حدود نزعات القبيلة، والطائفة هي القبيلة الأكبر، ولكل طائفة شيخ وأكثر يحكم ويحاسب ويفتي.
ما شهدته الحدث اليوم مع تجمع أبنائها في ساحة شهداء البلدة، في وقفة تضامنية، بحضور النائب حكمت ديب ورعية البلدة، والإنطلاق في مسيرة باتجاه البلدية للتضامن مع رئيسها، يعتبر بمثابة سقوط مدوٍّ للدولة، فضلا عن أن الاندفاع في اتجاه غوغائية تهدد النسيج الاجتماعي الوطني لا يمكن تحميل تبعاته للمواطنين وهم أسرى طوائفية مَرَضية، فمع ما أفضت إليه التوافقات الطائفية بدأنا ندرك أن بناء دولة الإنسان بات حاجة وضرورة كي لا نؤسس لحروب جديدة.
وما شهدته الحدث اليوم يمكن أن نشهد صخبا مثله في حارة حريك وبحمدون ودير القمر والغبيري وطرابلس التي تتصدر ساحتها ومدخلها الرئيسي لافتة كتب عليها "عاصمة السنة في لبنان"، ومن الجور أن نلوم أهل الحدث، لكن في حد أدنى، وعلى قاعدة إن "بليتم بالمعاصي فاستتروا" كان من المفترض عدم تعميم الخطأ بقرار بلدي، علما أن بلديات لبنانية تمثل طوائف لبنان اتخذت قرارات مشابهة لكن دون تعميمها، فضلا عن أن حضور النائب ديب أضفى على التحرك غطاء سياسيا وحضور الرعية أسبغ عليه بعدا إيمانيا، وهذا ما يتطلب تفسيرا سياسيا وروحيا.
وما جاء غريبا ما أكده رئيس البلدية جورج عون وهو يحيي الجماهير لجهة أن "التفاهمات الوطنية والتمسك بالأرض والعيش المشترك من أولوية البلدة"، رافضا "الاتهامات بالعنصرية والطائفية واصراره على ان ما يقوم به هو حق ويحافظ به على العيش المشترك وينطلق من وصية البابا فرنسيس"، وقال: "إن بلدة الحدت هي نموذج للعيش المشترك وصورة مصغرة عن لبنان من خلال مبدأ التعايش، لكننا نرفض التبدل الديموغرافي".
هذا صراحة ما لم نتمكن من فهمه واستيعابه، وبغض النظر عن خلفية ما تشهده الحدث، بات من الضروري أنسنة وعقلنة الخطاب السياسي مقدمة لبناء دولة مدنية حديثة، بعيدا من "النقاء الديمرغرافي"، والاستعاضة عن ممثلي الطوائف بممثلي الإنسان اللبناني بعيدا من انتماءات تهدد الدولة وتضعها على شفير الهاوية!
|
|
|
|
|
|
|
|
|