أميركا تصيب العرب بـــ "خيبة أمل"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
بعيدا من الاتهامات الأميركية لإيران بالوقوف وراء حادثة تفجير ناقلتي نفط في خليج عمان قبل يومين، ما يزال المشهد المتوتر مخيما على المنطقة وأبعد منها أيضا، لا سيما وأن الحدث "الخليجي" بات في صدارة الاهتمام الدولي وسط مخاوف من أن تفضي التطورات إلى مواجهة عسكرية شاملة، وهذا ما تحذر منه معظم الدول، إضافة إلى الأمم المتحدة وقد عبرت عن هواجسها عبر أمينها العام أنطونيو غوتيريتش.
لا بد من التأكيد بداية، أن كل القوى متهمة بالتورط في تفجير الناقلتين من حيث مصلحتها، ونتحدث هنا عن إدانة مفترضة، فإسرائيل أكبر المستفيدين من موقع اندفاعها نحو قرع طبول الحرب في مواجهة إيران، والسعودية والإمارات ودول عربية أخرى مستفيدة من توتير يؤدي إلى ضرب إيران، الحوثيون أيضا مستفيدون من إعادة تسليط الضوء على المنطقة تذكيرا بما يواجه اليمن من حرب مستمرة للعام الرابع على التوالي، وبدورها إيران مستفيدة انطلاقا من كل مَا تواجه من تبعات حصار يهدد اقتصادها، وهذا ما ألمحت إليه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس معبرة عن رغبة تل أبيب في إحراج إيران أكثر، منطلقة من تهديدات أطلقتها طهران بإقفال مضيق هرمز الحيوي وعدم السماح بمرور ناقلات النفط فيه.
حيال كل هذه الأسئلة (الافتراضية) تتشابك الخيوط على نحو كبير ما يزيد الوضع تعقيدا، ويبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وبغض النظر عن الاتهامات الأميركية المباشرة لإيران، ماضٍ في توظيف الحادثة للضغط على طهران بما يخدم أجندته، أي أن الموقف الأميركي يصار إلى توظيفه في السياسة لا في حشد رأي عام دولي تمهيدا لحرب تقودها الولايات المتحدة على الأقل حتى الآن.
من هنا، لا حرب متوقعة في المعطى الآني على خلفية التطورات الأخيرة، وإن ظلت واردة كخيار أخير على الرغم من أن مثل هذا الخيار مستبعد إن لم تكن ثمة تطورات تفضي إلى خلط الأوراق، فحتى لو قررت إيران إقفال مضيق هرمز فلن تخوض الولايات المتحدة حربا شاملة، وسيكون تدخلها محكوما بهدف واحد، ألا وهو فتح هذا الممر المائي المهم، أي في حدود عملية عسكرية محددة الهدف، وهنا فقط يكون الخطر أكبر لجهة أن تصبح الأمور خارج السيطرة إيرانيا وأميركيا.
أما الموقف الأوروبي فما يزال غير واضح تماما، لكن عنوانه الدعوة إلى التهدئة، فوزير الخارجية الألماني هايكو ماس اعتبر أن "مقطع الفيديو الذي عرضته الولايات المتحدة ليس دليلا كافيا على تورط إيران"، في إشارة واضحة إلى عدم الانجرار خلف الموقف الأميركي.
ما يبقي خيار الحرب – بالرغم من كثيرة المتحمسين لها – غير وارد يظل متمثلا في حضور قوتين دوليتين لن تكونا على الحياد ولن تندفعا في مواجهة مباشرة مع أميركا، أي روسيا والصين، وهما تملكان ما يكفي من عناصر القوة لصد أي هجوم أميركي من موقع الحفاظ على مصالحما، وليس بالضرورة أن تتدخل روسيا والصين مباشرة، إذ لديهما ما يكفي من حلفاء قادرين على ضرب المصالح الأميركية في منطقة الخليج، فضلا عن سيناريوهات كثيرة قد تفرض نفسها في سياق العمليات في مَا لو بدأت الحرب.
حيال كل ذلك، فالواضح أن ثمة خيبة أمل عربية (خليجية تحديدا) على الطريق، وهذا ما يمكن قراءته في الدور الأميركي الذي خذل كل الأصدقاء والحلفاء!
|
|
|
|
|
|
|
|
|