ماذا يُرتجى من بلدٍ يعيش بين "نمنم" و"النميمة" |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في عطلة نهاية الأسبوع، حطَّ "ضيفٌ غير عزيز" على اللبنانيين، فدخل منازلهم من دون استئذان و"شاركهم" في موائدهم سواء في المنازل أو في المطاعم، نزل معهم إلى البحر وجاورهم على الشاطئ. هذا الضيف الثقيل هو "نمنم"، وما أدراكم ما "نمنم"! إنها حشرة حققت غزوًا بمئات الآلاف فأحدثت خوفًا من أن تكون ناقلة للأوبئة خصوصًا انها تتكاثر بسبب تبدُّل المناخ وتتغذى من النفايات والمجارير، وقد التقت هذه العوامل في لبنان، ففي عطلة نهاية الأسبوع تبدَّل الطقس وشهدت بعض المناطق أمطارًا وبَرَدًا، أما عن النفايات والمجارير فحدِّث ولا حرج: فالنفايات تمتد على مساحة الوطن، ساحلًا ووسطًا وجبلًا، والمجارير تصب في مجاري الأنهر والبحر، فهل من ظروف ملائمة أكثر من هذه الظروف بالنسبة إلى الحشرة "نمنم"؟ وما يدعو إلى الخشية أيضًا ان كبريات شركات مكافحة الحشرات وقفت عاجزة عن مكافحة هذه الظاهرة، فهل كُتِب لهذا البلد ان يكون في مواجهة مع الجميع... حتى مع الحشرات؟ *** ولكن إذا كانت الحشرة "نمنم" قد ضربت وأحدثت خوفًا، فماذا عن "النميمة السياسية" التي يبدو أنها اكثر إيلامًا من "نمنم"؟ ما تكاد الحكومة تخرج من "كبوة" حتى تقع في "كبوة" جديدة: الحكومة مطلوبة أكثر من أي يومٍ مضى، هذا ليس دفاعًا عنها، فهي ليست مكوِّنًا يستحق الدفاع عنه، بسبب اداء غير مقنع للناس، لكن استقالتها أو إقالتها أو سقوطها، يعني في ما يعنيه أنه انتحارٌ سياسي بكل المقاييس: سقوط الحكومة يعني سقوط "سيدر" بمفاعيله وملياراته. وسقوطها يعني سقوط التسوية الرئاسية التي انتجت انتخابات رئاسية وانتخابات نيابية وحكومة منبثقة من مجلس النواب الجديد وانعقاد مؤتمر "سيدر" وما نتج عنه من مقررات. *** لكن عدم سقوط التسوية الرئاسية لا يعني أنها غير مترنحة، والسباق قائم بين تثبيتها وتصدعها، ومن علامات محاولات التثبيت: عشية عيد الفطر انعقد لقاء في وزارة الخارجية بين الوزير جبران باسيل والسيد نادر الحريري، بقي بعيدًا عن الأضواء الإعلامية وأُحيط بسرية كاملة، والمعروف ان السيد نادر الحريري هو أحد مهندسي التسوية الرئاسية وأنه في "لقاءات باريس" في تشرين الأول من العام 2016، كان حاضرًا اساسيًا فيها، فهل عودته إلى خط التسوية ومعاودة لقاءاته مع الوزير باسيل هما تمهيد لأعطاء جرعة إنعاش لهذه التسوية؟ *** في المقابل، هناك ندوب بدأت تصيب هذه التسوية، ولعل السجالات التي شهدتها الجلسات العشرون لمجلس الوزراء، كانت كافية للقول إن العلاقات ليست على ما يرام على الاطلاق بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، فما يطرحه المستقبل يعارضة التيار، والعكس صحيح. ويُخشى ان ينتقل التباين إلى مجلس النواب مع بدء درس الموازنة. *** في مطلق الأحوال، الوضع ليس على ما يُرام، وبين "نمنم" و"النميمة" يسال اللبناني: هل الأمل ما زال موجودًا في البلد؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|