عن سوزان الحاج ومعهد الفنون القبيحة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
تريثنا بالأمس في الإيغال بعيدا في موضوع مسرحية الممثل زياد عيتاني ، بالتأكيد لا نتحدث عن عمله الجديد "وما طلت كوليت" على مسرح "مترو المدينة"، وإنما مسرحية هزلية عرضت على خشبة الفساد أبطالها معروفون لا بل صاروا نجوما من غير خريجي معهد الفنون الجميلة، ويبدو أن الدولة في مكان ما باتت مسرحا للفنون القبيحة.
أنت كصحافي ومتابع محكوم دائما بسقف عدم التعرض للقضاء، وفي مكان ما ثمة قضاء يشرِّف لبنان، وثمة قضاة يفخر بهم لبنان، لكن الجسم القضائي كما هو الحال في سائر القطاعات العامة والخاصة، في الدولة وخارجها، ثمة الغث وثمة السمين، ودائما إن لم يكن الإنسان محصنا بمنظومة من الأخلاق تكون نتاج تربية وثقافة فعبثا تحاول، فالرادع الأخلاقي أهم بكثير من الرادع القانوني، وهنا يتبدى الوجه الآخر لواقع الفساد المستشري في لبنان.
نلتزم دائما سقف احترام المقامات ليس من أجل ألا نكون عرضة لملاحقة قانونية، وهذه مسألة أخرى، وفي الأساس لا يعنينا الشخص وإنما تعنينا الواقعة بدلالاتها الإنسانية والمجتمعية وتاليا الرسمية، خصوصا وإن حدثت في كنف الدولة، فالمسؤول الفاسد وفي أي موقع كان يدمر الدولة برمزيتها وحضورها، أي أن الأمر يتخطى الشخصي إلى العام، وهنا لا نفهم ولا نتفهم تورط سوزان الحاج في قضية عيتاني ولا أيضا تبرئتها في آن، لسنا من ساق الاتهام ولسنا من أفتى بالبراءة.
ولأننا في "الثائر" نضبط إيقاع انتقادنا في حدود نطل عبرها على الحقيقة، وفي معظم الأحيان على قاعدة أن "في فمي ماء"، نتريث كي لا يظن المتابع والقارىء أننا نتقصد أحدا بعينه، خصوصا عندما لا تكون في السياسة مع أحد، والمسافة التي نتركها مع سائر القوى السياسية وغيرها، محكومة بالنقد، من يخطىء لا يمكن أن نصفق له، ومن ينجز عملا حسنا لا نكيل الثناء بأبعد مما هو مطلوب، وعلى قاعدة أن هذا المسؤول قام بواجبه لا أكثر ولا أقل.
ما استوقفنا اليوم تغريدة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر قائلا: "كيف يمكن وصف الحالة التي تسود في القضاء في ظل استمرار مسرحية زياد عيتاني سوزان الحاج . من في السلطة يصفي حساباته مع من وكل يستخدم جهازه الامني الخاص في وجه الاخر. اين الدولة التي تحمي المواطن والى متى هذه الفوضى التي تخفي صراع النفوذ على حساب القانون. من نصدق وسط غابة الذئاب".
كلام جنبلاط لا يمكن أن نقوله جهارا، وثمة بون شاسع بين صحافي وزعيم، لكن في مَا انتهت إليه قضية الحاج – عيتاني، نخاف فعلا أن نكون قد بلغنا في السياسة والقضاء والتربية والاجتماع والثقافة بنجاح امتحان الدخول إلى "معهد الفنون القبيحة"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|