"الإدارات المدنية" تفتك بالدولة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
أكثر ما يثير فينا الإشمئزاز ساعة يطل علينا سياسي ليعظ بما ليس فيه ولا في الفريق "الوطنطائفي" الذي يمثل، ولمن لا يعلم، فـ "الوطنطائفية" مصطلح لا بد من تعميمه لضبط مفرداتنا، لأنه حتى الآن ليس هناك انتماء وطني Pure، فإذا قلنا على سبيل المثال "حكومة وطنية" فهذا يجانب الواقع، ولمن لا يعلم فالحكومة هي نتاج تحالف طائفي مزين بـ "رشة" من ملح وتوابل وطنية.
اقتضى هذا التوضيح كي لا يظن المسؤول المتقشف أننا نصدق وطنيته، خصوصا وأن جل السياسيين في لبنان يحشدون في الاستحقاقات الكبيرة على قاعدة "يا غيرة الدين" فيصلون إلى البرلمان بغرائز الناس لا بعقولهم، وكل القوى السياسية سواسية مثل أسنان المشط، يكفي بث شائعة عن أن المسيحيين مستهدفون والسنة مستهدفون والشيعة والدروز كذلك حتى يتحول لبنان إلى ما يشبه ساحة جاهزة لتموضع طائفي ومذهبي.
وبالنسبة إلى السياسي المذكور أعلاه، وقبل أن يعظ اللبنانيين في موضوع وقف الهدر وضبط الإنفاق، نسأله: هل قدم تياره السياسي والحزب الذي ينتمي إليه مطالعة نقدية حول السرقات في زمن الحرب وفي أوج عهد الوصاية؟ من لم يسرق في تلك المرحلة ليعلن صراحة أنه وطني Pure وليعظنا حتى تنفجر مرارته.
مستحيل أن يلج لبنان طريق الاستقرار ويعبر إلى دولة يكون فيها فضاء الانتماء إليها وطنيا طالما ثمة سياسي غارف في طائفيته ويحاضر بالعفة المالية، والأنكى أنه مَـــحَضَ الفقراء كل الحب فركب على أكتافهم وما يزال "يندندل إجريه"، أما الشعب فـ "غاشي وماشي"، وما نحن عليه اليوم ليس أكثر من حلقة تكاذب، فما إن يتحدث مسؤول عن "عيش مشترك" حتى نتأكد أن العيش المشترك قائم على زغل، لأنه عندما يتكرس هذا العيش فعلا لا قولا، لا يعود ثمة حاجة للتغني به وتقديمه شعارا آنيا فيما نجد أن ثمة من يتبنى نقيضه، ولن نسوق أمثلة كي لا نجد أنفسنا نخاف أن ننام ليلا في بيوتنا.
نعيش إلى الآن في زمن الحرب بمفاهيمها "الدون وطنية"، وما تزال "الإدارات المدنية" تعشعش في مؤسسات الدولة، ومن هنا، نطلب من كل سياسي طائفي ألا يبيعنا كلاما لا يصرف في حاضرة الدولة وقد غدت "مغارة علي بابا وماما وسائر الأقارب"، خصوصا وأن "الإدارات المدنية" تفتك بالدولة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|