لنتجاوز "السبت الأسمر" لأجل عمال لبنان! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
سقط بشارة الأسمر ونال ما يستحق، ومن تجرأ على أيقونة لبنان غبطة أبينا الكلي الطوبى مار نصر الله بطرس صفير في يوم وداعه، سيصبح نسيا منسيا، الآن وغدا وفي كل آن، فلا عذر ينفع ولا ترديد فعل الندامة كذلك، وسفاهة الكلام من سفاهة الأشخاص، ومن لا يزن قوله برجاحة عقل وبعد نظر وقليل من بصيرة مآله السقوط، وقد سقط.
المهم في هذه اللحظة أن نتجاوز "السبت الأسمر"، بعد أن أُشبعنا مواقف ممن يقولون الشيء ويضمرون نقيضه، نعلم أن ثمة مواقف عبرت بصدق عن واقعة مذمومة من كل اللبنانيين، لكن هناك من ركب الموجة، فوجد ضالته في منبر ليُسمع صوته، وبين هذا البعض من لا يوفر مقامات روحية ويعيش على فتات موائد السياسة، ويعظ بالعفة وهو سليط اللسان، سفيهه، وقال أكثر في مجالسه الخاصة، مع فارق بسيط، يتمثل في أن هذا البعض أكثر حذرا ويترصد عدسة الكاميرا، وما إن يظهر ضوؤها الأحمر يوقف بضاعته من الكلام النابي والمسيء.
لا عزاء لبشارة الأسمر، ولن يكون، فلتهدأ النفوس ولنتفرغ إلى ما يفيد، وحسنا فعل القضاء بتوقيفه، وكان ثمة موقف واضح وصريح من الصرح البطريركي، حين رأى أن كلام الأسمر يفقده حكما الأهلية للإضطلاع بمسؤولية تتعلق بالشأن العام، فالكلام المخزي الذي تضمن أقذع العبارات مدان، لكن لا ينسى اللبنانيون أن الكاردينال الراحل الكلي الطوبى، وبشهادة من غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في يوم الرحيل، لاقى إساءة معنوية وجسدية غداة حرب مشؤومة، ومن ينسى مشاهد يندى لها الجبين مطبوعة في ذاكرة اللبنانيين يوم استبيحت بكركي وأهين سيدها!
لا نحفر في صخور الماضي، إلا لكي نؤكد أن المطلوب تجاوز سقف العصبيات وإعمال العقل في واقعنا المحكوم على الدوام بأخطاء قاتلة، وضبط الانفعال لصالح ثقافة تحترم حضورنا كلبنانيين وتؤنسن هذا الحضور، ولا عزاء لبشارة الأسمر وغيره ممن تطاول على رمز وأيقونة.
ومرة جديدة، ليس لبشارة الأسمر أي عذر، وإذا كانت هناك من محاكمات يستحقها، فكان الأجدى أن تكون انطلقت يوم عمل تطويع الاتحاد العمالي العام خدمة للسياسيين، وعلى عدم تحويل الاتحاد العمالي إلى أداة ضغط على السلطة لتحقيق مطالب الناس، وكل الخوف أن يكون ثمة استهداف لموقع ودور الاتحاد في لحظة سقوط رئيسه، ولنتجاوز "السبت الأسمر" من أجل عمال لبنان!
|
|
|
|
|
|
|
|
|