البطريرك صفير... بلاغة الحضور في ذروة الغياب |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
-خاص "الثائر"
اليومَ انحنى الأرزُ حزناً خاشعاً في محراب صلاته، اليومَ أَفُـــلَتْ شمسٌ وغاب ضياء، واليوم تركت الجبال مرابضها لترسم حدود الوجع وتلقي نظرة الوداع الأخير.
الحب في محبَسة التقوى يرثي بالدمع والزهر من رفع لبنان إلى تخوم الإله فيضا من قداسة، بحرا تيبَّس موجه ونهرا يأبى المسير.
مار نصر الله بطرس صفير صاحب الغبطة والنيافة البطريرك والكاردينال في ذمة الله، ولبنان على قائمة الحزن يبكي سجودا فوق مذبح الألم، وماء العيون ينهمر قصائد موشاة نجوما غادرت سماءها، واستعدت لتلاقي روحه في جلالة الغياب، لحظة انطفأت جذوة جسد يرشح عطرا في صومعة الإيمان والطهر على رجاء القيامة.
مار نصر الله بطرس صفير صاحب الغبطة والنيافة في ذمة الله، الحدث جلل والمصاب صعب أليم.
لبنان اتشح بغيوم سود، الزهر نكَّس روحه على خد التراب، هجعت الطيور وجذور الأرز نسغها دمع يجرِّحُ مآقي السماء.
لا حزن أبعد من هذا الحزن، لا حزن أشد، ولا غياب وأقسى، غياب يحفر في صميم الكلمات كدرا في لحظة كأداء، ساعة نصير نحن اليتامي بلا شمس، نتحلقُ حول مراثي الرحيل.
غاب صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال نصر الله بطرس صفير الكلي الطوبى، لا، لم يغب، أمثاله لا يغيبون، معه تصير بلاغة الحضور أكبر في ذروة الغياب، خمسة وعشرون عاما ومجد لبنان أعطي له، ولا تزال بكركي منارة الإيمان ومحجة المؤمنين، وستبقى فيض قداسة للبنان، كل لبنان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|