وطن هزمته كسارة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
عذرا جميعا، مسؤولين وفاعليات سياسية واقتصادية ومالية، عذرا، واسمحوا لنا ولو لمرة واحدة بمصارحتكم من الندِّ إلى الند، من الدَّيْنِ إلى الدين، من العجز إلى العجز ومن قرض لآخر، ولنقل أكثر، من "سيدر" إلى شقيقه الخامس القادم على صهوة الفشل والخيبة ولو بعد حين، ســمُّوه كما شئتم، زنزلختا أو سنديانا، فالنتيجة واحدة ولا طحين متوقعا، وما نحن عليه اليوم ليس بأكثر من تجليات فساد استبد ثلاثين سنة ونيف، أو أربعين أو خمسين، أو منذ اتفقت الطوائف على اقتسام ما أسميناه وطنا وأوسعناه حبا فاختنق بفوح الفضائح كان وما يزال.
فساد لا يني يطل برأسه، لا بل نرى الرأس كاملة، فساد لبناني مئة بالمئة، هدهدته الطوائف ليغفو ويكبر، شبّ وشابَ وها هو اليوم يتجدد في وطن هزمته كسارة، فعن أية موازنة تتحدثون؟
مشكلة لبنان واضحة، وما هو قائم أمس واليوم وغدا أننا نملأ القربةَ ماء ونتجاهل وجود ثقوب فيها، نضع العربة أمام الفرس، نعالج النتيجة ولا نقرب من السبب، وكل ما يطالعنا من معلومات وتسريبات لا نأخذ بها، ولا يعنينا في شيء طالما أن كسارة هزمت ونفايات استبدت ورواح استعرت.
عذرا جميعا، وها نحن نصارحكم بكل ما أوتينا من خيبة وخوف وقلق، ونقول لبنان ليس بألف خير، ولا هو بمنأى عن الانهيار، ولا هو محصن اقتصاديا ولا ماليا، وقد لا تكفي سبع أو عشر موازنات لإخراجه من أزماته، طالما بقي الفساد حاضرا في كل بناء الدولة، وأي كلام آخر فيه الكثير من عسل التطمينات في مقابل لسعات الفضائح وما أكثرها، وإذا كان المطلوب أن نساير بالكلام كي لا نشيع أجواء القلق والخوف، فالأرقام وحدها تستحضر واقعا مترنحا ينقض جميل الكلام وصقيل العبارات وأبلغها.
أما الحديث عن أن النقاشات في مجلس الوزراء كانت معمقة واتسمت بكثير من الجدية، مع التأكيد بألا رفع للضرائب على الفوائد قبل البت بمسألة توحيد معايير الرواتب وعدد الشهور التي تدفع الرواتب على أساسها، وكذلك بألا إقرار للإجراءات على مستوى القطاع المصرفي إلا في موازاة معالجة تعدد المعايير في القطاع العام، فكل ذلك لا يطمئن طالما أن ثمة في كل وزارة كسارة، وفي كل مصلحة ومؤسسة كسارة.
مشكلة لبنان يمكن تلخيصها بكسارة وصلت على متن قطار الوصاية السورية، وحطت رحالها في ربوع زاهرة فغدت أرضا خربة، رحل الوصي وبقيت هي عنوان "استقلال" و"كرامة" بقيت رابضة عند تخوم الوجع، وساعة تهزم كسارة وطنا فعلى الدنيا ألف سلام وسلام، ويبقى أن نغني مع زياد الرحباني "قوم فوت نام"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|