أردوغان... مؤشرات "الإنتكاسة"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
هل نشهد قريبا أفول "الأردوغانية السياسية"؟ وهل تعبر تركيا مرة جديدة إلى رحاب الدولة المدنية بعيدا من أية مفاهيم وأفكار ثيولوجية؟ ومن ثم من سيكون وريث هذه الحقبة؟ أي هل ثمة قوى علمانية وليبرالية حاضرة للمواجهة؟
هذه الأسئلة وإن كانت إجاباتها بعيدة، لكنها متصلة بسيناريو لما بعد حقبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، خصوصا وأن التطورات المتسارعة تنبىء بقرب بداية أفول حكم "الخليفة"، ولا يعني ذلك أن نهاية أردوغان قريبة، لكن ثمة مؤشرات عدة لا يمكن إغفالها في سياق التطورات على الساحة التركية، وهذا ما سيكون له انعكاسات كبيرة في عالمنا العربي، ومن شأنه أن يصيب في مقتل ما اصطُلِحَ على تسميته بـ "الإسلام السياسي".
كتب "الثائر" في الرابع من الشهر الجاري مقالة بعنوان: "أردوغان... انحسار مشروع الخلافة"، ولم يمضِ يومان حتى تكشفت حقائق مثيرة تصب في سياقية التحليل السابق، فقد بدأت بالفعل بوادر تفكك في "تحالف الشعب" الذي يجمع حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، والحركة القومية بقيادة دولت بهجلي، فضلا عن بوادر انشقاق في حزب أردوغان عينه.
هذه التطورات ليست تفصيلية، وقد ضغطت على الاقتصاد، وسجل اليوم هبوط الليرة التركية 0.7 بالمئة لتتجاوز حاجز الـ 6 ليرات للدولار الأميركي، ما اعتبره المراقبون "أسوأ مستوى لها منذ شهور، في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد"، وهناك من رد أسباب انخفاض الليرة إلى تخوَف المستثمرين من المخاطر غير المنفصلة عن اعتراضات حزب أردوغان على نتائج الانتخابات في إسطنبول، فضلا عن توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وعوامل أخرى.
لكن يبقى الحدث الطاغي متمثلا حتى الآن بهزيمة حزب أردوغان للانتخابات البلدية في إسطنبول (أكبر مدن تركيا) 31 آذار (مارس) الماضي، مع ما تمثل هذه المدينة التاريخية من رمزية سياسية وقتصادية وتاريخية، بحيث تعتبر خسارتها انتكاسة لحزب العدالة والتنمية.
لكن ما هو أبعد، تناولته اليوم الصحافة التركية، وقد تحدثت عن تنامي الأصوات الرافضة داخل حزب أردوغان للتحالف مع الحركة القومية، وألقوا باللائمة على ازدواجية الخطاب بين الحزب والحركة قبل الانتخابات البلدية، فيما عبر رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، أواخر الشهر الماضي، عن "عدم الارتياح داخل الحزب"، لا سيما في ظل تحالفه مع الحركة القومية، فضلا عن أن ثمة تقارير راحت أبعد من ذلك، إذ قالت إن داود أوغلو بدأ بالفعل في حشد شخصيات من حوله في حزب العدالة والتنمية، في مؤشر على إنشاء تكتل لم تعرف ملامحه بعد.
وفي السياق عينه، تترقب الأوساط السياسية التركية تحركا للرئيس التركي السابق عبد الله غول، الذي أعطى أكثر من إشارة تتعلق برغبته بإطلاق حزب جديد ينأى بنفسه عن حزب أردوغان، ولم يستعد محللون قيام تحالف بين معسكري غول وداود أوغلو للخروج بكيان سياسي جديد.
كل ذلك يمكن قراءته على أنه بعض مؤشرات "الإنتكاسة" وقد بدأت بالفعل تواجه أردوغان، ويبدو أن تركيا أقرب إلى أوروبا العلمانية منها إلى نوستالجيا ما تزال راسخة لدى الشعب التركي، لكن من قبيل التذكر وكجزء من تاريخ وليس في حاضرة العصر!
|
|
|
|
|
|
|
|
|