الموازنة في مهب العواصف! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
فيما المنطقة على فوهة بركان عقب التصعيد الخطير في قطاع غزة، لا سيما مع اتساع رقعة العمليات العسكرية واستمرار الهجمة الإسرائيلية ضد القطاع حاصدة المزيد من الضحايا، وصولا إلى تهديد الفصائل الفلسطينية بقصف تل أبيب إذا لم توقف قوات الإحتلال عمليات القتل والإغتيال، ما يزال لبنان غارقا في أزماته ومتعثرا بموازنة ليس ثمة من يعلم إلى أين قد تصل في مداها التقشفي، فيما بدأ الوقت ينفد وسط مخاوف من عدم القدرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة استجابة لمؤتمر "سيدر"، ما يبعث على القلق من عدم القدرة على تحصين الساحة المحلية في ظل استحقاقات إقليمية من المتوقع أن تشهد تطورات دراماتيكية غير منفصلة عن صفقة القرن والتطبيع مع إسرائيل.
كل ذلك يطرح تساؤلات عدة، أهمها كيف يمكن للبنان أن يتخطى أزماته الماثلة ماليا واقتصاديا وسياسيا ليكون محصنا قويا في مواجهة نيران المنطقة؟ وكيف يطوي ملفات عالقة بدءاً من موضوع الموازنة إلى سائر القضايا الاجتماعية والاقتصادية؟
وسط هذا الجو المشحون بالهواجس، تتجه الأنظار اليوم إلى الموازنة التي يناقش مجلس الوزراء مشروعها في جلسة خامسة يعقدها ظهرا، خصوصا وأنه يفترض إنجاز هذه المهمة خلال هذا الأسبوع، في وقت تتصاعد فيه موجة من الاضرابات والاعتصامات أخطرها الاضراب المفتوح لموظفي مصرف لبنان، والذي تترتب عليه تداعيات خطيرة، لا سيما على مستويات عدة، من بينها، لا بل أخطرها شل حركة المصارف والسيولة والتعاملات النقدية والتحويلات وغيرها، خصوصا وأن عامل الوقت بدأ يضغط، وما عدنا نملك ترف الإنتظار أكثر، لا على المسوى الداخلي وسط تعقيدات كبيرة تشي بأن لبنان مقبل على حركة احتجاجات واسعة، في ظل ما تشهد السلطة السياسية من إرباك حيال القدرة على إمكانية تخطي تبعات ما أوصلتنا إليه سياسات الهدر واستشراء الفساد.
والمشكلة باتت تتلخص في مقولة يدرك أبعادها المسؤولون، وهي متصلة بموضوع الإصلاحات، ومن دونها يضيع " سيدر "، فلا إصلاحات يعني لا أموال، وهذه المعادلة تمثل جزءا من أزمة ليس ثمة من يعلم كيف يمكن مقاربتها في ظل ما نحن عليه من توترات وغياب الرؤى القابلة للحياة، فضلا عن التباعد القائم بين الحكومة وسائر القطاعات المنتجة، علما أن المصارف أبدت الاستعداد للمساهمة بخفض العجز، معلنة أنها ستكون شريكة في إيجاد الحل، على قاعدة تضمن المساواة في العدالة، ومن المتوقع أن يكون لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون دور في بلورة صيغة مقبولة تكون موضع ترحيب من الجميع.
ولا تقتصر المخاطر على الاستحقاقات الداخلية فحسب، خصوصا وأن لبنان في عين عواصف المنطقة، وما يشهده قطاع غزة يفترض تحصين الساحة المحلية بموازنة عادلة وحد أدنى من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي أيضا، كي لا تصبح الموازنة في مهب هذه العواصف!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|