فاسدون يحاربون الفساد! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
نتصفح المواقع ووكالات الأنباء العالمية تطالعنا أبحاث ودراسات، ويكاد لا يمر يوم دون نشر دراسات واكتشافات وإنجازات علمية، مراكز الأبحاث تعمل وتبدع في كافة الميادين، من الصحة إلى التكنولوجيا، إلى البيئة والمناخ وصولا إلى سائر التقنيات الحديثة، ويكاد لا يمر يوم أيضا دون اكتشاف دواء لمرض مزمن أو مرض عضال، وشعوب العالم تتابع إنجازات دولها في العلوم والأبحاث والاكتشافات وتحاسب في السياسة، فمن وَعَدَ بالرفاهية وتحسين نمو الاقتصاد والحد من نسبِ البطالة وأخفق، يحاسَبُ في صندوقة الاقتراع، يخرج من السلطة إلى المعارضة، دون ضربة كف، وساحة العمل السياسي مشرعة لطاقات شابة، "دَمُ الدولة" يتجدد عبر آليات ديموقراطية لا تكون خاضعة إلا لمعيار الشفافية، والشعب جزء من كل هذا البناء السياسي، له السلطة الأوسع، يُقصي بالإقتراع من خذلوه، ويكافىء بالإقتراع أيضا من يعبرون عن تطلعاته.
في المقابل، تعيش الدول العربية أزمات حقيقية، أفضت مؤخرا إلى "انقلابات" في أنظمة شمولية يظن فيها الرئيس أنه مخلد ولا من يسد فراغه، وفي الاستفاءات "الرسمية" يحصل على دعم "شعبي" يدنو من الـ 90 بالمئة من مواطنيه، ولحظة سقوطه ينزل الشعب مهللا فرحا برحيله، ومن ثم يستكين بعد فورة غضب، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه مع طاغية جديد يحكم باسم الديموقراطية ومتسلحا بـ "إرادة" الشعب!
في نظر العالم لا تعدو هذه الدول كونها أسواقا لمنتجات الغرب، وأي دولة غير قادرة على تصنيع حاجاتها والابتكار يظل اقتصادها عاجزا ومتداعيا، باستثناء الدول النفطية، وهي تعيش رفاهية مؤقتة، ويتباهى مواطنو هذه الدول باقتناء ما أبدعه آخرون، يعيشون على هامش الحضارة، ويطربون لفناني السيليكون وسط ثقافة جوفاء تحولت جزءا من خمول فكري وفساد راسخ ولا من يجرؤ على المواجهة، أما إعلام الدولة فيزيِّن الواقع ويزور الوقائع، فيما دولنا منقسمة بإملاءات دولة عظمى تحركها ساعة تشاء بما يخدم مصالحها، وباتت مجرد أحجار "دومينو" في لعبة الكبار.
أما لبنان، فلا يصح تشبيهه بدول عربية تخطتنا برغم ما تواجه من أزمات، برغم ضيق هامش الحرية وسلطة الحاكم المطلق، ولبنان في سياق هذا العرض لم يرتقِ إلى مرتبة دولة، وديموقراطيته المتوهَّمة تصلح للتغريد وتبادل الإتهامات وكيل الشتائم.
دول العالم المتقدم متحكمة بمصائر الشعوب وتنهب ثرواتها، الدول العربية تعيش أزماتها، وهي برغم الملتبس من ديموقراطياتها المسلوبة تظل دولا يحكمها سقف القانون، أما لبنان فيعيش واقعا يدنو من سخرية موجعة، وآخر فصولها ما يردده المواطنون: فاسدون يحاربون الفساد !
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|