"القيامة" في سريلانكا! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
بعد أن اغتال إيجال عامير رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1995 في تل أبيب، بدا أثناء المحاكمة وهو يضحك للكاميرا ويلوح بيده للناس غير نادم على فعلته، حتى أن غلاة اليهود في الدولة العبرية تداعوا للدفاع عنه، وأظهره كثيرون على أنه "بطل قومي" نفذ ما أوحت إليه "العدالة الإلهية" بحق رابين يوم أبدى من رغبة في التعاون لإقامة "الدولة الفلسطينية" ولو على ورق وفي حدود التفاوض، وأبعد من ذلك رأى المتشددون أن رابين خالف التوراة، على اعتبار أن "أرض إسرائيل" هي ملك اليهود!
تذكرنا واقعة الإغتيال هذه، ببعض ما نشهد اليوم من أعمال عنف ودماء، منها ما هو غير منفصل عن "تقديس" ثقافة القتل، فأن تُرتكب مجزرة بدوافع "دينية" نيابة عن "الإله" وكــ "فعلِ إيماني"، فذلك يعني أن ثمة فرضيتين، إما أن هناك إشكالية في النص المقدس أو أن ثمة قصورا في فهم هذا النص، وإن كنا نرجح الفرضية الثانية، وبين مجزرة نيوزيلندا ومجزرة سريلانكا وغيرهما من مجازر واعتداءات وأعمال عنف ثمة دافع واحد، وهو الإنتقام، وإذا كان الدين محبة فلا يمكن توصيف القاتل بأكثر من مجرم أيا كانت دوافعه.
بعيدا من إشكاليات تطاول النصوص أو متوطنة في النفوس، فإن النتيجة واحدة، قتل ما لا يقل عن 156 شخصا (في الحصيلة الأولية) وإصابة المئات في سريلانكا من جراء سلسلة تفجيرات استهدفت ثلاثة فنادق وثلاث كنائس كانت تقيم قداس عيد الفصح صباح أمس الأحد، قضوا في "يوم القيامة"، وأصابت التفجيرات فرحة العيد في كل أنحاء العالم، ولا سيما في حاضرة الفاتيكان، حيث عبر قداسة البابا فرنسيس أمس عن حزنه بعد الاعتداءات التي أوقعت عشرات القتلى في البلد الآسيوي، مؤكدا أنه "قريب من كل ضحايا هذا العنف الوحشي".
نعم هو "عنف وحشي" يرقى إلى عصور بدائية، وهذا التوصيف لقداسته يعبر بصراحة وبعمق عن اعتداءات سريلانكا التي كان سكانها الكاثوليك يحيون عيد الفصح، هو عنف وحشي عصيٌّ على الوصف، أدى إلى سقوط أكثر من 207 (في الحصيبة الثانية غير النهائية)، فضلا عن الجرحى ومن أصيبوا بكل هذا الحزن والأسى في يوم مكرس للاحتفال والفرح، بثياب العيد، ومع الأطفال والمؤمنين، فإلى متى تستمر "ثقافة الموت"؟ ومن المسؤول؟ وهل تكفي بيانات التضامن ورسائل الشجب والاستنكار؟
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|