فاسدون بالولادة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
ما يأخذنا إلى الدهشة مع "رشة امتعاض على الماشي" وما يثير فينا أيضا مشاعر الشفقة، ساعة يتحدث بعض رموز الإقطاع اللبناني بأشكاله المختلفة عن الفساد، لا بل ويَدْعون الشعب إلى الثورة على واقع سياسي هم بعض رموزه بالإرث وفي الحاضر كذلك، فمتى يفهم هؤلاء "القادة" أنهم بعض أيتام حقبات بائدة وأبناء نظام جائف سيوارى في القادم من سنين في تراب صحوة وثورة حقيقية؟
قمة الفساد وأعلى رأسه، أن يتحدث ويحاضر ويُنظِّــــرَ سليلو الإقطاع عن محاربة الفساد ، ولأن ثمة بينهم من يعيقه الهتاف الأعمى عن الفهم والإدراك واكتناه الحقيقة الصادمة، وكل حقيقة صادمة، فلا بد أن نسوق بعض الأدلة، أنت نائب وزعيم ومسؤول قبل أن تولد، وهنا لا نعرف أين العدالة في أن تكون مرسوما لـ "خدمة" الناس وأنت نطفة ومشروع "بني آدم"، ولا نعرف أيضا من وفَّر لك هذه الأفضلية على كل أترابك؟ وهل من دليل أدلّ على أنك نتاج فساد في دولة تقدم امتيازات مجانية لأبناء العائلات وكأن باقي المواطنين أبناء جارية؟
رب قائل، إن الناس هم من يتحمل أسباب هذا الواقع المريع، هذا صحيح في حدود معينة، ذلك أن نظام العشائر العصري و"الرقمي" يضع الناس أمام خيارات تحكمها الغرائز والولاءات العمياء والحمقاء، وهذا ما يؤكد أن اللبنانيين بغالبيتهم محكومون بعواطف "داشرة" غير معقلنة، وهذه آفة امتدت إلى سائر أهل السياسة من حديثي النعمة أيضا، فإذا ما قرر مسؤول الاعتزال "على عين حياتو" نراه يصدِّر لنا من بضاعته ما هو جاهز ليقود البلاد إلى عصور وسطى وسحيقة، ولا يعني ذلك افتئاتا على من يؤكد أنه أهل لمسؤولية، وإنما نتحدث عن مبدأ.
ساعة لا تكون ثمة عدالة بين الناس وتكافوء فرص في الوصول إلى مواقع القرار والمسؤولية، فهذا دليل أيضا على أن واقعنا هرم كجذع شجرة يبست ونخرها السوس ومآلها السقوط ولو بعد حين، ومن هنا نقول بأن لا منجاة ولا خلاص من كل هذا الاختلال السياسي، إلا بثورة يصنعها الناس المهمشون بالولادة تطيح بكل رموز الفساد بالولادة.
أما أن يدعو سليل الإقطاع إلى "الثورة" فهو يتقصد المزايدة، ليوهم الناس أنه "المنقذ" فيما هو تجلِّ فاقع لنظام كسيح أو يمشي على عكازين، ونحن اليوم نعاني من "شلل السياسي" عريق، ولا بد من لقاح ثوري ضد كل أشكال مثل هذا العفن السياسي، فقد آن للبنان أن ينهض بثورة اجتماعية وثقافية، لا أن يصدِّر لنا فاسدين بالولادة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|