عجز الموازنة... أم عجزكم؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
ممنوع الإقتراب من أرباح المصارف لكن لا مشكلة في التطاول على معاش تقاعدي لعائلة شهيد في الجيش اللبناني، أو لأستاذ أفنى سني عمره في مهنة التعليم، معادلة غريبة وفاقعة، لكن من يقنع رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن تأييدهما إرجاء إشراك المصارف بكلفة التصحيح المالي، إلى ما بعد إقرار موازنة تقشفية، يبقى مثار تساؤلات، خصوصا مع استعار النقاش واحتدامه حول الإقتراحات التي تقدم بها وزير المال علي حسن خليل بهدف خفض عجز الموازنة، بعدما ظهر أن جزءاً من مكونات الحكومة يريد لهذا الخفض أن يتم على حساب موظفي القطاع العام.
صحيح أن كل ما يتم التداول به حول ضرورة تبني إجراءات لخفض العجز ليس سوى تسريبات، ولا شيء منها محسوماً حتى الآن، لكن طالما أن مثل هذه الإجراءات مطروحة في ذهنية البعض، فذلك يعني أن هذه القضية قد تسلك مسارا يخالف ما وُعدنا به، ولا سيما من قبل الرئيس الحريري، لكن لا نعلم لماذا استثناء المصارف وعدم لمس بأرباحها مع كبار المودعين المتأتية من خدمة الدين العام؟ ولماذا تغرد "القوات اللبنانية" بعيدا من سرب المواطنين؟
نعلم أن الرئيس الحريري أشار في أحد لقاءاته إلى أن "البلد رايح عا خراب"، لكن مقاربة هذه القضية يفترض أن تكون ثمة من خلال حزمة من الإجراءات لاستعادة المال العام المنهوب، ومن ثم هناك قطاعات يملكها أو يتشارك فيها من هم في مواقع المسؤولية، ومن بينها المصارف، فضلا عن أن هناك قطاعات أيضا تجني المليارات ولا تحصل الدولة على ما هو حق لها، ولا سيما قطاع المقالع والكسارات، فضلا عن أن ثمة ضرورة لإلزام أصحاب ومستثمري هدم معالم لبنان أن يعوضوا عما اقترفوه من دمار وتشويه على قاعدة أن الملوث والمخرب يدفع.
وإذا ما نظرنا إلى ما نُهب وصودر من أملاك بحرية فيمكن استعادة هذه الأملاك أو إيجاد تسويات ترفد خزينة الدولة بالمال، فضلا عن أن الأولوية الآن يجب أن تنصب على وقف الهدر، وعلى ضرورة أن يتقشف الوزراء أنفسهم وسائر المسؤولين في الدولة، ولا يمكن تحميل كل تبعات الفساد للمواطن، وعلى القوى السياسية غير المعترضة على التطاول والمس بمكتسبات الطبقات المتوسطة والفقيرة أن تعي خطورة ما قد تقترف، لأن ذلك يصنف على أنه "جريمة اجتماعية".
إن سياسة التقشف تنطلق من مواجهة ومحاربة الفساد، والمطلوب الآن التصدي لعجز الموازنة، لا أن نشهد عجز المسؤولين، ولا سيما أولئك الذين يستسهلون التعرض للقمة عيش المواطن!
|
|
|
|
|
|
|
|
|