لاستخلاص "العِبرة الكهربائية"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
بدا يوم أمس استثنائيا في مَا شهدنا بعد طول صبر ومعاناة، فقد كان لبنان - وكنا معه - أمام مفاجأة من نوع نادر، تماما كزهرة اختفت من حاضرة أيامنا فإذا بها تتفتح مخالفة التوقعات غداة صحوة قلما عهدنا مثلها من قبل، مفاجأة تأكد من خلالها أنه مع تلاقي الإرادات الطيبة يمكن أن نواجه العاثر والمتعثر من ملفات وقضايا، ومن أزمات استبدت حتى غدت جزءا من هموم منغصة عيشنا كلبنانيين دفعنا أثمانا باهظة لسياسات قاتلة، نعم هي مفاجأة، فقلما شهدنا توافقا "مشعشعا" فيما نواجه العتم قدرا من الكهرباء إلى ما يتخطاها من عتم المعاناة والقهر والإذلال.
سنقولها بالفم الملآن، وإن بدا التوصيف نافرا بعض الشيء، بالأمس بدا أن ثمة ما أضاء عقول المسؤولين، وعليهم ألا يتحرجوا من هذا التوصيف، صحيح فيه ثناء وإطراء وبعض المديح، لكنه يعني أنه في مَا مضى كانت بعض العقول مطفأة، تماما كمولد كهرباء أحيل إلى التقاعد وانتهى عمره الافتراضي، يوم كنا نواجه عتم المواقف، ويوم كانت تطالعنا تغريدات موغلة بالعتم والظلام.
اليوم ما عاد يجدي التراشق واستحضار ما مضى من مواقف ملتبسة، اليوم مطلوب من الجميع استخلاص "العِبرة الكهربائية" لنواجه ما ينتظرنا من أزمات في سياق المعركة المعلنة على الفساد، واليوم أيضا يجب أن تنصب الجهود على انتشال لبنان من عثراته، ومن الوضع الذي أغرقته فيه سياسات مزمنة وأخطاء متراكمة، وهنا لا بد من التنويه إلى موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حين أكد أمس أن المشكلة الحقيقية هي مشكلة مالية، لافتا إلى أن المطلوب هو السرعة، وأن كل من سيؤخر أو سيعرقل سيتحمل مسؤوليته، متمسكا بثبات موقفه بأن جلسة مجلس الوزراء لن ترفع قبل إقرار خطة الكهرباء، وهكذا كان.
وقد أقر المجلس الخطة بشكل نهائي، مع إدخال بعض التعديلات الطفيفة تفكيكا للغم دائرة المناقصات، فكانت الموافقة على اعتمادها مع ضوابط لمنع أي عرقلة في تنفيذ الخطة، فضلا عن تعيين لجنة وزارية لمتابعة تنفيذ القرارات ومنع العرقلة، وإن لم يتم الحديث عن الهيئة الناظمة.
وكما أشار "الثائر" althaer.com بالأمس، تبقى العبرة في التنفيذ، صحيح أن مجلس الوزراء قد نجح باختبار خطة الكهرباء ، ولكن ذلك ليس كافيا، فبالإستناد إلى تجربتي العامين 2010 و2017، يبقى الحذر قائما، لكن مع جرعة تفاؤل كبيرة هذه المرة، فمع إقرار الخطة تأكد أن ثمة ما أضاء عقول المسؤولين، وعلى ذلك نعول ونعلق الآمال!
|
|
|
|
|
|
|
|
|