يا "شاطر" يا ترامب! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
"مهضوم" الرئيس الأميركي دونالد ترامب حين بدا أمس وكأنه مدير الحملة الانتخابية لرئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، "مهضوم" فعلا وقد حاول أن يكون "خفيف الظل" وكأن أحد أباطرة الأزمان الغابرة، حين وقع قرار الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، لكنه لم يوفق، فكان أقرب إلى السماجة أو كانها فعلا، مجسدا تلك السماجة على صورة إنسان فبدا من لحم ولا دم، سمجا حتى حدود شعرنا معها بالحاجة إلى التقيؤ، ولا نعلم صراحة كيف أثر فينا المشهد، فارتبكت المعدة وتشنجت الأمعاء وكثرت فجأة العصارة الحامضية، وكان لا بد من حبة "بريمبيران" Primperan لنتمكن من مواكبة مراسم التوقيع الاحتفالية.
ترهات أميركية بالجملة، ولعل من المفيد التذكير بما قاله الرئيس الأميركي هاري ترومن حين صرخ لحظة إذاعة إعلان قيام دولة إسرائيل عبر وسائل الإعلام (الراديو وقتذاك) "أنا قورش العصر الحديث"، منطلقا من تخريفات توراتية وتجديفات تلمودية، حين صور نفسه منقذ "شعب الله المختار" والمحتار، تماما كما قورش (أعظم ملوك الفرس الأخمينيين) الذي أعاد اليهود إلى الديار الخربة بعد السبي البابلي في العام 597 قبل الميلاد، ومن ثم نذكر وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن بأول يوم وصف الاحتلال الأميركي للعراق 2003 بما يشبه الانتقام الرباني على ما واجهه اليهود في السبي إياه.
ترهات وإسقاطات من تاريخ ملتبس على حاضر أكثر التباسا، فبعد توقيع ترامب على قرار الاعتراف الأميركي بـ "السيادة الإسرائيلية" على الجولان السوري المحتل، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضحكاته في مقر انعقاد المؤتمر الصحفي، مقدما صندوقا من النبيذ المصّنع في الجولان المحتل، للرئيس الأميركي، وبعد توقيع القرار في البيت الأبيض قال نتانياهو موجها حديثه إلى الرئيس الأميركي، وحاملا قلمه الذي وقع فيه القرار: "سيدي الرئيس... جلبت لك صندوقا من أجود أنواع النبيذ في الجولان".
"يا شاطر يا ترامب"، ولا نملك إلا أن نقول لك "برافو" باعتبارك "أعقل" الرؤساء الأميركيين و"أهضمهم" على الإطلاق، ولا تقتصر "هضامة" ترامب على إقراره بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان فحسب، بل في كل شؤون السياسة الأميركية الداخلية والخارجية، من تغير المناخ، تلك "الكذبة الصينية"، إلى تجارته الرائجة هذه الأيام في أكثر من منطقة في العالم.
وإزاء كل هذه الترهات نقول لترامب بأن الورقة التي وقع عليها قرارا ممسرحا ودعائيا، "انقعها واشرب ميتها"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|