الحكومة... وعوارض الشيب المبكر! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
هرمَت الحكومة وبدا عليها المشيب، وعادة يقولون أنّ بعض الأفعال النافرة الصعبة والمخيفة "بتشيِّب الولد"، لا نعلم سببا علميا لهذا القول، ولا إن كان صحيحا أم لا، لكن من المؤكد أن الحكومة "شابت عا بكبير" قبل أن تبلغ ريعان الشباب، أي ضربها الشيب المبكر، فيما لم يتعدَّ عمرها الستة أسابيع منذ التأليف ونحو أربعة أسابيع منذ نيلها ثقة مجلس النواب، وما خروج الخلاف إلى العلن بين فريقي التسوية الرئاسية والحكومية ( التيار الوطني الحر وتيار المستقبل ) إلا بعض مظاهر التقدم في العمر خلافا لمنطق الطبيعة، ويتملكنا خوف من أمراض الشيخوخة، كالضغط والسكري و"باركنسون" والروماتيزم، وإن كان الأخطر بينها الـ "ألزهايمر"، أي ذاك المرض الذي لا علاج ناجعا له حتى الآن، سوى بعض الأدوية المخففة من أعراضه.
وما يؤرق فعلا أن نظل كلبنانيين نواجه عوارض الشيب الحكومي والسياسي المبكر إلى أن نبلغ من العمر أرذله، ويدنو المشيب من الرؤوس فتغدو ناصعة بيضاء، وهنا نحسد من ابتلاهم الله بـ "نعمة الصلع".
لم نفكر يوما بأن أعمارنا تهدر عند مصالح المسؤولين، ولا نزال نبحث عن وطن نلوذ إليه فلا نجده، وكلما ظننا أننا دنونا منه نراه ينأى ويبتعد، وتتقاذفنا أهواء الساسة من كل اتجاهات الطيف السياسي والطائفي الواسع، ولا نبالغ إذا قلنا أن أعمارنا تمضي ولم نحظ حتى الآن بنعمة الكهرباء، وأن ثمة جيلا ولد في زمن التقنين ويبدو أنه سيموت والتقنين قائم بين الدولة والمولدات الخاصة.
ولأننا ذكرنا الكهرباء، وما أداك ما الكهرباء، فلا بد من الإشارة إلى أنها تمثل ملفا سيكون أدهى وأخطر من ملف النازحين السوريين، فإذا كان هذا الملف الأخير أصاب الحكومة بوهن وشيخوخة وبدت عليها سمات الشيب، فملف الكهرباء سيكون كفيلا بإحداث أزمة سياسية في البلد، فماذا عن الملفات الأخرى ونحن موعودون بأزمة نفايات ستفيض من المستوعبات في شوارع بيروت وجبل لبنان؟
نعلم بأن "الشيبة هيبة"، لكن بالنسبة للرضع وحديثي الولادة والخدج الشيب كارثة، وهذا حال حكومتنا اليوم، و"هيا إلى العمل" تحول شعارا "هيا إلى المناكدة والمناكفة"، فليكن الله إلى جانب اللبنانيين وأبعد عن رؤوسهم الشيب المبكر!
|
|
|
|
|
|
|
|
|