رئيس كاريتاس لبنان: 40 بالمئة من الشعب اللبناني تحت مستوى خط الفقر! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
رئيس كاريتاس لبنان الأب بول كرم في حوار مع "الثائر":
- 40 بالمئة من الشعب اللبناني تحت مستوى خط الفقر!
- طموحي أن نزيل الفقر من الواقع الإجتماعي والإنساني
- ما نعيشه هو ثمن سياسات ودفع ثمن أمور غيرنا يرتكبها
عندما لا ينضب العطاء فتذكر أن "كاريتاس لبنان" حاضرة، وتأكد أن اليد الممدودة يفيض عطاؤها بالحب أولا وبالخير ثانيا، فلا قيمة لعطاء إن لم يزنِّره الحب بأطواق الورد يفيض عطرها شلالا من ضياء، هي حكاية وطن، نسجتها "كاريتاس لبنان" بحرير الفرح، فرح أن تعطي وأن ترى الزهر يتفتح على وجوه من لم تنصفهم الحياة. هذه المؤسسة شكلت علامة فارقة على مستوى العمل الاجتماعي والإنساني في لبنان، فهي بتوجهاتها الكنسية الإيمانية غدت بأصالة نجهجها مؤسسة ترسم حدود الأمل على مساحة وطن بكل أطيافه وتلاوينه السياسية والاجتماعية والطائفية، وهذا يكفي لترصع كاريتاس سماء لبنان بنجوم من ذهب الخير يتلألأ في القلوب ويضيء مسارات الرجاء بحاضر وغد. ولأنها "كاريتاس" الخير في أرض الخير، آثر موقعنا "الثائر" أن يلتقي بمناسبة الصوم الكبير رئيس "كاريتاس لبنان" الأب الفاضل بول كرم، فكان هذا الحوار السريع نضعه في عهدة القراء الأعزاء:
"الثائر": بدايةً، هل يمكن أن تُجملَ لنا أهم إنجازات "كاريتاس" منذ بداية هذا العام؟
الأب بول كرم: إذا أنتم اسميتموها إنجازات فأنا أسميها رسالة، وفي البروشور (الكتيب) ملخص لهذه الإنجازات وهي في مجال الصحة، 10 مراكز صحية و9 عيادات جوالة تؤمن الخدمات الصحية الأولية في كافة المناطق اللبنانية، وفي مجال التعليم، رعاية 360 طفلا في مراكز لرعاية الأطفال ذوي الصعوبات التعليمية والإحتياجات الخاصة، وتنتشر هذه المراكز في فغال (جبيل)، زحلة، القنيطرة (بيت شباب)، والشواليق ولبعا (جزين)، كما يوجد معهد التعليم والتدريب الفني وفيه 391 طالبا، فضلا عن برنامج ما بعد المدرسة وبرامج خاصة لدعم الطلاب في مناطق مختلفة، الخدمات الإجتماعية: 35 إقليما لكاريتاس تقدم الخدمات الإجتماعية على مختلف الأراضي اللبنانية لأكثر من عشرة آلاف مستفيد من كافة الفئات العمرية وحسب الإحتياجات، ومنها برنامج العمر الثالث بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية، المساعدة في الحالات الطارئة بالتعاون مع رئاسة مجلس الوزراء، مائدة الصداقة وتقدم وجبات ساخنة مجانية على مدار الأسبوع، ودار المحبة للمسنين في عندقت (عكار) ويستفيد منه 35 مسن، التنمية: تقدم كاريتاس برامج مختلفة زراعية وصناعية وسياحية لتنمية المجتمعات المحلية، ومنها 24 مشروعا للتنمية يستفيد منها 75 ألف شخص، مصنع التصنيع الغذائي وخلف فرص عمل لـ 35 إمرأة لتصريف منتجات أكثر من 50 مزارعا في المنطقة، تصريف الإنتاج الريفي في 60 نقطة شراء من خلال تعاونية المحبة، تحت العلامة التجارية (إنتاجنا) وبرنامج القروض الصغيرة وبلغ عدد المستفيدين 57 شخصا، وبالنسبة للاجئين والنازحين، تدعم كاريتاس العمال الأجانب وضحايا العنف والإتجار بالبشر واللاجئين السوريين والعراقيين، وذلك بدعم وتمويل من الكاريتاسات الشقيقة وبعض الوكالات الأممية، والمؤسسات الحكومية والخاصة غير الحكومية المحلية والدولية، ويساعدنا في نشاطاتنا التي تتجاوز 700 نشاطا 700 متطوعا لمساعدة 25 ألف مستفيد سنويا.
"الثائر": هل ثمة ما تطمحون إلى تحقيقه على درب العطاء في سبيل رفع الغبن عن المواطن خصوصا في ظل ما نشهد من تردٍّ للوضع الاقتصادي والمعيشي؟
الأب بول كرم: لم تميز كاريتاس يوما بين عرق أو لون أو دين، كاريتاس للجميع، لأنها خدمة الإنسان أي كل إنسان، صحيح هي جهاز الكنيسة الرسمي لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، ولكنها تخدم كل الناس، وهذا هو تاريخها منذ نشأتها وما يزال، ولا ننظر لإنتماءات الشخص أو دينه، بل ننظر إليه كإنسان، وبالسنبة إلى المشاريع التي نقوم بها، أعطي مثالا، مع الـ USAid بلدي ننفذ مشاريع في مناطق متعددة على مستوى لبنان، إذن فلا نفرق بين منطقة مسيحية أو إسلامية أو غيره، وهذا يدل على ما قاله فخامة رئيس الجمهورية عن كاريتاس، عند افتتاح مؤتمر كاريتاس لسيدة الجبل يوم الأربعاء الماضي، بأن كاريتاس تعبر القارات، أسميها رسالة العطاء والخدمة المجانية ولا شيء يوقفها.
وماذا عن طموحك؟
الأب بول كرم: طموحي مثل كل الناس، أن نزيل الفقر وحالات الفقر من الواقع الإجتماعي والإنساني الذي نعيشه وهو ثمن ونتيجة سياسات ودفع ثمن أمور غيرنا يرتكبها، ويتحمل اللبناني مسؤوليتها، وإذا نظرنا إلى الإحصائيات الأخيرة التي تداولها الإعلام، فهي تلحظ أن هناك 40 بالمئة من الشعب اللبناني تحت مستوى خط الفقر، وحوالي 38 بالمئة بطالة، من ضمنهم نسبة كبيرة من الشباب، فهذا ليس دليل صحة، وغبطة البطريرك في أكثر من مكان وفي عظاته، ومواقفه يعود ليذكر الموضوع، لأن البلد لن يستقيم عندما يبقى لدينا حالات فقر وبطالة، لذا تحاول كاريتاس وعلى قدر إمكانياتها، على الرغم من شح المشاريع، نواصل خدماتنا المختلفة، ونعقد الكثير من الآمال على الحملة السنوية التي تبدأ غدا (اليوم) وهي حملة المشاركة السنوية لصوم 2019، ونتيجتها يستفيد منها اللبناني، أما الخدمات الأخرى فنحاول تغطيتها عبر المشاريع المختلفة التي نقوم بها.
"الثائر": هل من كلمة لـ "الثائر"؟ وهل من ملاحظات تغني تجربتنا الإعلامية؟
الأب بول كرم: بالنسبة لـ "الثائر" فمن المؤكد أنني أتمنى للموقع وكافة المواقع ان تنقل الصورة الحقيقية والجميلة للعمل الذي نقوم به، لأننا اليوم عندما ننظر إلى الإعلام بشكل عام، بالإضافة إلى وسائل التواصل الإجتماعي، نجد كم الأخبار الكاذبة والخاطئة التي تخلق خلافات وبلبلة، بالعكس نعول على نشاطكم لا سيما من الناحية البيئية، لأن البابا فرانسيس في رسالته (كن مسبحا Laudato si') أعطى أبعادا كبيرة وبعيدة جدا للواقع الإيكولوجي بالعالم، ويمكن اليوم أن الرسالة الأولى التي نبدأ بها هي أن نحافظ ونحمي البيئة، لأن البيئة بالنهاية ترتد علينا، أمنيتي لكم ولموقعكم أن ننقل صورة حلوة وصورة تبني، صورة تعطي واقع حياة الناس، مع وجود نقاش Debat لما هو الأفضل، وللتطور والتعاون وربنا يبارككم جميعا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|