تفاؤل نسبي؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لا نعلم كيف ارتفع منسوب التفاؤل الحكومي فجأة، ولا كيف تم دفع إعلان التشكيل خلال ساعات، وسط الحديث عن آخر الشهر الجاري، ولم يتبق منه سوى يوم واحد، فهل هبط الوحي بقدرة خفية؟ أم أن الأمور ستنحو باتجاه الحسم سلبا؟ هذان السؤالان يظلان دون أجوبة على أمل أن يكون "لدى جهينة الخبر اليقين"، وإن كانت المشكلة أن ثمة أكثر من "جهينة" في موضوع التأليف، وما عدنا نعلم أين هو اليقين من عدمه.
ومن جهة ثانية، لا نعرف على وجه التحديد إلام استند بعض المتشائمين في أن الأمور ستحسم بالسلب، وكأن ثمة ما يوحي بأن هناك "قطبة مخفية" في مكان ما، أو وراء الأكمة ما وراءها، وهذا يفضي إلى أن التفاؤل نسبي، ومشرع على احتمالين لا ثالث لهما، تشكيل الحكومة أو الاعتذار، ومن هنا، لبنان باق في دائرة الانتظار ولساعات قليلة حاسمة.
مرد التفاؤل لدى بعض القوى التي ترى الجانب الملآن من الكأس الحكومية، إلى ما أكد عليه أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، في قوله أريد حكومة قبل نهاية الشهر الجاري، فضلا عما أشار إليه الرئيس المكلف سعد الحريري لجهة أن الأمور إيجابية وأنه "متفائل بحذر"، ومن ثم ما لفت إليه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يصب أيضا في تعزيز مسار التفاؤل، حين اعتبر ان الأجواء ايجابية وأن حظوظ تشكيل الحكومة مرتفعة، منوها إلى أن المحادثات القائمة جدية ومعمقة وأن تقدما يحصل لإيجاد حلول وأن الأسبوع الحالي حاسم حكوميا، وفي هذا السياق، جاءت مشاورات الحريري – باسيل استكمالا لمشاوراتهما في باريس خصوصا على صعيد تنفيذ الاتفاق بينهما والذي لم تتوضح كل معالمه كاملة حتى الآن.
أما في عين التينة، مقر الرئاسة الثانية، فثمة من لم يرَ سوى الجانب الفارغ من الكأس، فقد بدا المشهد مختلفا مع إعلان النائب فيصل كرامي أنه لا يرى ان هناك ما هو مستجد حكوميا، لافتا الى أنه يؤيد دعوة الرئيس بري لعقد جلسة تشريعية، وهذا يعني أن أن الأمور لا تزال في دائرة الخطر وأن ثمة سباقا حاميا بين التوصل الى تشكيل حكومة وبين الخيارات الأخرى، واللافت للانتباه ان الخيارات الأخرى عند الرئيس الحريري لم تتحدد بعد، فهو لم يعلن بعد ما إذا كان سيعتذر عن عدم التشكيل أو أنه يفضل تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال.
حيال كل هذه المشهدية الضبابية يمكن القول أن التفاؤل يظل نسبيا إلى أن "تكذب المياه الغطاس"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|