حرب إسرائيل على لبنان... الهزيمة بغطاء أميركي! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
فيما استأثر موضوع القمة الاقتصادية المزمع عقدها في بيروت في التاسع عشر من الشهري الجاري باهتمام تصدر المشهد السياسي، وسط توترات على صلة بدعوة سوريا إلى القمة ورفض دعوة ليبيا على خلفية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، لم يتيقن السياسيون بعد أن التحديات الماثلة الآن تتطلب حدا أدنى من تفاهمات، طالما أن موضوع الحكومة مؤجل، خصوصا ما يتعلق بدخول إسرائيل على خط توتير الأجواء مع لبنان، وهذا ما كان يتطلب بداهة، تجاوز التباينات في وجهات النظر حيال موضوع القمة، والتوافق ضمنا على أن وحدة الموقف مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، لمواجهة ما تخطط له إسرائيل من خلال معاودة أعمال إنشاء الجدار الاسمنتي في النقاط المتحفظ عليها لبنانياً على الخط الأزرق، في خراج بلدة العديسة، من دون اعلام قوات " اليونيفل " بذلك.
والقلق اللبناني الرسمي الذي كان حاضرا في الاجتماع الطارئ للمجلس الأعلى للدفاع، يفترض ملاقاته بموقف ثابت من قبل جميع اللبنانيين، والالتفاف حول الدولة، رئاسة وحكومة وشعبا ومؤسسات، خصوصا وأن التحركات الإسرائيلية في الجنوب، قد تكون نذير عدوان على لبنان، وثمة مخاوف حقيقية لا يمكن استبعادها، وتقتضي من لبنان مواجهتها وكأن الحرب واقعة غدا، ودون استبعاد وقوعها أيضا، علما أن إسرائيل ليست بحاجة لذريعة لشن عدوانها، وإن كانت توظف موضوع أنفاق "حزب الله" لمراكمة رأي عام دولي لتبرير هذا العدوان.
ولا بد أيضا من مراقبة موقف الولايات المتحدة الأميركية، لا سيما وأن ثمة من يرى أن هناك ضوءا أخضر أميركيا بالاستناد إلى ما أشار إليه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في القاهرة قبل يومين، عندما أكد بأنه لن يقبل بوجود "حزب الله" في لبنان كأمر واقع، وهذا ما تلقفته قيادة الحزب بجدية، ورأت أوساطه أن زيارة معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل إلى بيروت الأحد المقبل تندرج في سياق مواكبة ما تحضر له إسرائيل من عدوان.
وتتوقع مصادر مقربة من " حزب الله " أن يكون الحراك الأميركي والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة خطوات تمهيدية لحرب تشن على لبنان في الربيع المقبل، ولم تخف هذه المصادر استعداد الحزب لوجستياً وعسكرياً لمواجهة هذا العدوان، حتى أن هناك من أكد أن الحزب يتصرف وكأنه في حالة حرب.
وفي هذا السياق، تأتي زيارة هيل إلى بيروت من ضمن جولة لمسؤولي الخارجية الأميركية للدول الحليفة والصديقة لأميركا في الشرق الأوسط وأوروبا، والتي يقوم بها الوزير بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، أخذا في الاعتبار أن هيل الذي زار من ضمن هذه الجولة المانيا وبولونيا يهدف إلى "طمأنة الحلفاء والاصدقاء" إلى ان أميركا لن تترك منطقة الشرق الأوسط للفراغ أو لإيران وحلفائها.
في ميزان التوقعات، لا بد من ترجيح كفة الحرب، فأميركا المهزومة في سوريا والعراق واليمن، لن تتوانى عن تعويض خسارتها في لبنان، وإن كنا نعلم مسبقا أن الحرب لن تكون خاضعة لحسابات نظرية مسبقة، فالميدان وحده "يقول" الكلمة الفصل، ولبنان ما عاد ساحة تدريب لجيش العدو، لكن ذلك يتطلب موقفا لبنانينا واضحا وحراكا دبلوماسيا واسعا، ويتطلب أكثر تعزيز الوحدة الداخلية، لنشهد هزيمة إسرائيلية وبغطاء أميركي!
|
|
|
|
|
|
|
|
|