حكومة "سترينغ"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
ماذا يتحدث المسؤولون في لقاءاتهم وهم يبحثون في تشكيل الحكومة ؟ سؤال غالبا ما يتردد في الأذهان، ولا نملك حياله إلا أن نستحضر مشهدا متخيلا، كأن يقول أحدهم: "اعطونا الداخلية وخدوا البيئة أو الأشغال"، أو "انتو ما بحقلكم بأكتر من وزيرين"، أو "شو حجمكن الحقيقي لبدكن وزير زيادة"، أو أن يقول أحدهم "يا حبيبي ارجاع لنتايج الانتخابات وشوف حجك الحقيقي وبعدين ارجاع احكي"... إلخ.
ولا يظنّنَّ أحد أن مثل هذه الحوارات متخيلة بالكامل، ولكم أن تعودوا للوقائع اليومية السابقة منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة لتتأكدوا أن المشكلة تعالج بما يشبه المقايضة، وبمنطق التجارة والمقاولات، رفع أسعار ومن ثم حسومات وعروضات، باستثناء الـ "صولد" فهو غير وارد الآن، وليس ثمة من هو بوارد التصريف كيفما كان، والأمور صاخبة على قاعدة تشبه العرض والطلب، أو بمعنى آخر رفع السقوف للحصول على أقصى الأرباح، مساومات محسوبة ولو ظل البلد رازحا تحت عبء الكساد.
حيال كل ذلك يبقى كل الخوف ألا تتشكل الحكومة قبل بداية الصيف، وإلا سنكون أمام "تشكيلة صيفية" من المقترحات، وهنا نتوقع أن تتطور الأمور أكثر، وتأخذنا إلى أفكار ومقترحات من نوع "نص كم"، وعندها نعود إلى لغة الشتائم والتهديد واستحضار ماضينا المجيد، ونبش القبور، والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، خصوصا وأن جُلَّ الزعامات وأكثرهم لهم باع كبير في التوجهات الميليشياوية، لذلك تكفي "دعسة ناقصة" لتشتعل "الجبهات" على مواقع التواصل الاجتماعي ، وليمتلىء "تويتر" بتغريدات حربية من يسمعها يظن أن الحرب الكونية الثالثة على الأبواب.
ما شهدناه ونشهده حتى الآن، وبعض مضي سبعة أشهر متتالية من الفراغ والتعطيل، يشي بأننا أمام مقايضة، أو هي فعلا مقايضة في سوق التشكيلات والتنزيلات والمساومات، "اعطيني لأعطيك ومرقلي تا مرقلك"، ودماء اللبنانيين تنزف في بازار كبير، ولقمة عيشهم مهددة، ومستقبلهم بيد المجهول.
هذا الواقع، بما فيه من سخرية سوداء ومن أمل ضائع، يحيلنا إلى تساؤلات أكثر سخرية، حتى أنه في مكان ما، نتساءل: هل تضيق الخيارات أكثر لنجد أن لا الأمور قد تتجه نحو إعلان "حكومة سترينغ" منتقاة من تشكيلة صيف حار؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|