هل كثرت جمعيات الإتجار بوجع البشر؟... الأب خوري سلط الضوء وعلى الدولة أن تراقب وتحاسب! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
خاص - "الثائــــر"
صار لزاما العمل على تنظيم قطاع الجمعيات الأهلية في لبنان، لا سيما تلك المعنية بما يفترض أن يكون رعاية لمن هم بحاجة ماسة لها، دون النيل من انسانيتهم واستخدامهم مطية للتكسب والربح، فليس ثمة أشد إيلاما من أن يتحول إنسان لم تنصفه الحياة وضن عليه مجتمعه بمأوى وملاذ، وغدا فريسة القهر والجوع، أن يكون حاضرا لتسويق وجعه في "حملات" بدلا من أن تساعد تفاقم، ليواجه إلى التشرد والجوع ما هو أعتى أقسى.
معاناة الإنسان غدرت به الحياة، مواجهتها ترقى إلى فعل قداسة، شريطة أن تكون المساعدة بصمت وبعيدة عن "الأنا" المريضة كأن يمارس الفارغون بمشاعرهم تعويضا عن خواء داخلي، فكم بالحري إن كانت المعاناة الإنسانية بعض تجارة تذكر بأسواق النخاسة و"زمن العبيد"، من حيث تجلي الجانب المظلم في الإنسان غير المتهيب استغلال الوجع لجني الثروات.
مافيات شريرة
في ما طرحه الأب جان بول خوري على صفحته في "فيسبوك" حول هذه القضية، بات يستدعي تنظيما يطاول سائر الجمعيات الأهلية، كي تكون خاضعة للمحاسبة والمراقبة في حدود لا يصادر معها دورها، كي لا نخلط بين الغث والسمين، فالتنظيم بات ملحا وفق إبقاء هامش كبير من الحرية يقابله تشدد في المراقبة، وماذا يمنع من تعميم تجربة مصرف لبنان في دروه المراقب لعمل المصارف؟
في هذا المجال، استوقفنا تعليق على صورة مؤثرة لرجل يفترش الرصيف و"لحافه" السماء، وضعه الأب خوري على صفحته، تساءل في مستهله: "هل هي استراحة عامل بعد عمل شاق؟ ام أخذ قيلولة وبعدها يتابع عمله الشاق؟"، ليضيف: "أطفال من سوريا، هم ضحايا الاتجار بالبشر، يُسخّرون من قبل الكبار، مافيات شريرة، يرمون الاطفال كالنفايات على الطرقات بين السيارات، احيانا يتسولون دون رقيب أو حسيب، لكي يجمعوا المال بطرق غير إنسانية، وهنا يسأل الإنسان أين هي الإنسانية؟ أين هي الجمعيات والمنظمات المدعومة من الدولة والتي تقبض أموالا طائلة بحجة مشاريع في معظمها غير صحيحة لا تمت الى الإنسانية بأية صلة؟ وما أدراك ما جمعيات تسرق المال العام بطرق احتيالية (تفنيص)"؟
... تجيد فن الإقناع!
وتابع متسائلا: "من المسؤول من يحاسب من؟ من يتحمل مسؤولية التخفيف من معاناة هؤلاء الاطفال؟"، وقال: "هناك البعض كالعادة سيضع الحق على (.......) و"فهمكم كفاية"، على أمل أن تبدأ وزارتي الشؤون والصحة بأخذ التدابير الإجرائية في معاقبة أي جميعة وهمية تسرق أموالنا بحجج واهية، ليصدق المثل الشائع الذي يقول: "من وين معلّم الزوق؟ من يلي معلّق فوق".
وأضاف الأب خوري: "جمعيات خيرية تمتلك قاعدة معلوماتData base، يتصلون بك، تجيد فن الإقناع، وثم من هو مدربون على سياسة التسويق والتشويق، وبوقاحة يعرضون المنتجات تحت ذريعة العمل الخيري، ولكن مهلا، من اين لديهم هذا المال لتأمين هذا الكم من الاتصالات مع خمسة ملايين نسمة لبنانية يمتلكون هواتف ثابتة ونقالة؟ فمن يدفع فواتير اتصالاتهم بهؤلاء؟"، ليجيب "طبعا انه مالنا المسروق"، ويردف: "سيارات فخمة هواتف غالية الثمن، ثياب فاخرة، سفر، ولائم دعايات ذات جودة عالية، هل هي جمعيات خيرية ام بازارات تسرق أموالنا؟
عمالة الأطفال
وتعليقا على صورة تظهر طفلين مشردين، كتب الأب خوري: "بنخوة وهمة بعض الشبان، وبتدخل مشرّف من القوى الأمنية تم التعرّف على هذين الطفلين، فعندما تتدخل الدولة الجميع يتعاون".
وأضاف: "نصلي ان يتدخل فرع المعلومات ليكشف عن ملفات بعض الجمعيات الخيرية التي تدّعي عمل الخير، وهي بالأساس تسرق وتغش، وتستولي على مدخرات الدولة وتنهب امولنا، ما يرهق خزينة الدولة بعحز مالي إضافي".
ورأى أن "عمالة الأطفال هي في (رقبة الدولة) وهي تفضح فساد هذه الجمعيات ومدى انغماسها في الاتجار بالبشر، وغض النظر عن معاناة هؤلاء الاطفال. يتهمون الكنيسة موجهين لها أصابع الاتهام، ولكن فليخزى كل متطاول على أمنا الكنيسة، لأن هي الأولى والمربية على العمل الخيري الاجتماعي".
|
|
|
|
|
|
|
|
|