هل كلنا للوطن؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
في كل بلاد العالم ثمة رمزية خاصة لعيد استقلال، وفي لبنان، تظل هذه المناسبة حاملة أرقى معاني التضحية والوفاء، مع قوافل الشهداء وقد خَطُّوا بدمائهم تاريخا وسطروا آيات من البطولة، وذكراهم محفورة في القلوب وعلى شواهد الحق والعنفوان، ومن ينسى من حرروا الأرض من عدو؟ ومن ينسى من قضوا ذودا عن تراب لبنان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي؟ ومن ينسى شهداء قضوا في مواجهة القوى الظلامية التكفيرية؟
بعض الأسئلة قد لا نجد لها إجابات، وربما تستحضر أسئلة أخرى تتوالد من رحم المعاناة، خصوصا وأننا اليوم نواجه حربا من نوع أخرى، حربا على الذات، فقد انتصر لبنان تاريخيا في مواجهة أعتى قوى العالم، وما ضن أبناؤه بنضال وما بخلوا بدماء، ودائما رفعوا رايات الكرامة والعزة والنصر، ولئن كانت ثمة سقطات في حروب داخلية إلا أنها لم تقوَ على هزيمتهم، فقوة لبنان دائما ما تتجلى بتنوع نسيجه الاجتماعي والثقافي والروحي، وهذا مكن قوته، فيما حولناه ضعفا ومصدرا لنزاعات نخاف أن تقوض كيان الدولة وتأخذها إلى متاهات قد تفضي يوما إلى الانهيار السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي.
لبنان الإستقلال لم نبلغه إلى الآن، لم ندنُ منه، وما نزال أعجز من أن نكون أوفياء لدماء وتضحيات، والاستقلال ما عاد مناسبة مجردة عن واقع الناس، عن تطور الدولة وملاقاة العالم بما يؤكد أننا وطن ذو سيادة حقيقية لا شعارات نتغنى بها، ولا لافتات نرفعها حاملة عبارات أفرغت من مضمونها الحقيقي، ومن هنا، نرى أن معركة الاستقلال ما تزال طويلة، شاقة وصعبة، فمواجهة أي محتل وغاصب أسهل بكثير من مواجهة الفساد والفوضى والتشرذم، العدو واضح ومكشوف، يمكن ملاقاته وهزيمته في أرض الميدان، وهذا ما حققنا في محطات تاريخية كثيرة، أما العدو المتواري في رحاب الدولة ومؤسساتها، يتطلب أن نكون مهيئين لمعركة تحرير لبنان من تبعاته، وما يصدمنا من كوارث وفضائح. لا نزال دون سقف الاستقلال الحقيقي، وأقصى ما حققته الطبقة السياسية منذ "الطائف" إلى اليوم أنها حولت الوطن "حقيبة سفر"، وشرعت أبوابه لهجرة أبنائه، ومن يظن أن اللبنانيين يعيشون استقرارا اقتصاديا بفعل ثبات صرف الليرة، فهو واهم، فاللبنانيون يعيشون من تحويلات المغتربين وهم يبذلون العرق والتعب ويعانون القهر والذل ليرفدوا عائلاتهم بما يبعد عنهم غائلة الجوع والفقر.
ومع مناسبة الاستقلال اليوم، نتساءل: هل "كلنا للوطن"؟ كمواطنين نعم، أما كمسؤولين فلا، ويوم تتشكل حكومة وحدة وطنية لا حكومة تحاصص ومغانم وصفقات، نكون قد خطونا خطوة أولى نحو الاستقلال، ويوم يحاسب الفاسدون نكون قد ولجنا إلى وطن المؤسسات لا الصفقات، وساعة نلتزم مقولة أن "الملوِّث يدفع" نكون قطعنا شوطا نحو استقلال لا تلوثه المصالح، ويوم يصبح الولاء إلى وطن بعيدا من ارتهان لدول ومحاور يصبح لبنان بلد الاستقلال الحقيقي والناجز!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، فلسطين والعراق *رئيس " جمعية غدي "
|
|
|
|
|
|
|
|
|