"لفت" سياسي... مُسرطِن! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
كنا بحكومة وفاق وطني فصرنا باللفت و"الكبيس" وساندويش الفلافل والمخللات، لكن لا مشكلة، فكلاهما غير منفصل عن ترهل سياسي وإداري وفساد وطني بدرجة "إمتياز"، فالحكومة لم "تتخلل" بعد نحو ستة أشهر من التكليف وتعثر مسار التأليف، ولا "كبيس" وطنيا في المدى المنظور، وكل الخوف ألا تكون مطابقة للمواصفات، هذا إن ولدت بتفاعلات كيميائية سياسية يبدو إلى الآن أن عناصرها ما تزال بعيدة من أية معادلة قابلة للحياة، أما اللفت المسرطن فهو نتيجة لاستتباب الفساد في حاضرة الدولة ومؤسساتها.
واقعنا السياسي "المخلل" أشبه باللفت المنقوع بمادة تجلب أمراضا قاتلة، وكلاهما مسرطن، فانهيار القيم في دولة لم تأتلف مكوناتها بعد أكثر من خمسة أشهر، يؤكد بالتجربة واليقين أن "دود الخل منو وفيه"، فبماذا نفسر عدم التوافق على اقتسام الوزارات كحصص ومغانم حتى الآن، ولكم أن تتخيلوا مجازيا، أن المسؤولين يتناتشون الوزارات كأنهم أمام "شوال" لفت "والشاطر بشطارتو".
إن واقعنا السياسي مسرطن دون مبالغة، وما نعيشه اليوم من تسيب وفوضى وتنابذ وخلافات وانقسامات يمكن تسميته بـ "السرطان السياسي" وقد استبد في جسد الدولة واستفحل، خصوصا وأنه من النوع المرتبط بالطائفية السياسية، وهو الأكثر فتكا وقدرة على الانتشار، أما اللفت المسرطن فهو نتيجة ليس أكثر.
السرطان السياسي لا تقتصر مفاعيله على "المخللات" فحسب، فهو يطاول مياهنا، غذاءنا، هواءنا، مزروعاتنا وثروتنا السمكية، بحرا وأنهارا ومسطحات مائية، ويستهدف جبالنا والتلال والمواقع الطبيعية والآثار، كما أن التشويه الناجم عن الكسارات هو سرطان لئيم، وما نراه ليس إلا أوراما خبيثة، وأبعد من اللفت أيضا، غاباتنا مسرطَنة وأملاكنا البحرية والكهرباء والمياه والهاتف والطرقات والجسور، وكذلك قطاع التربية والصناعة والزراعة والسياحة والاستثمار ...الخ.
ما أعلنته جمعية المستهلك من أنه تم أخذ عينات من "كبيس اللفت" من 10 اماكن مختلفة من لبنان وتبين أن بعضها مسرطن ليس غريبا، خصوصا وأننا محكومون بسرطان سياسي طائفي مقيت، وما أكدته الجمعية من أن "النتائج أتت كارثية وتظهر استخدام المادة الـسرطانية rhodomine B بشكل كثيف"، يعني أن المشكلة أبعد من اللفت، حتى أننا ما عدنا نعلم إن كان ما نتناوله من مخللات وغيرها صالحا للاستهلاك الآدمي، وحذرت الجمعية أيضا من اننا "امام تسمم حقيقي للبنانيين".
المشكلة أبعد من اللفت العادي، وإنما في "اللفت السياسي" وأصباغه الكارثية، وبألوان رايات وأعلام أحزاب الطوائف!
|
|
|
|
|
|
|
|
|