المطلوب "ميني ثورة"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
من حق اللبنانيين أن يسألوا عن سبب معاناتهم ومصدر آلامهم وهم يواجهون ما يستعصي عليهم تحمله، ومن حقهم أيضا أن يحاسبوا ويرفعوا الصوت ويفترشوا الطرقات والساحات، وأن يرفعوا اللافتات ويرددوا الهتافات طلبا لكرامة ضائعة وحقوق مسلوبة، وذودا عن حياة أبنائهم ومستقبلهم، دفاعا عن لقمة العيش، عن طبابة واستشفاء، عن ماء وكهرباء، عن استعادة ما سلب منهم من أملاك بحرية باتت أملاكا خاصة ومشاعات عامة آلت بالتزوير إلى من ينهشون الغابات ويقضمون الجبال.
حيال ما نواجه من أزمات، نتساءل، لماذا لا ينتفض اللبنانيون بمختلف طوائفهم ومشاربهم وتوجهاتهم السياسية ليطالبوا بحقوقهم؟ وهل فقد المجتمع اللبناني تلك الحيوية التي كانت سمة خاصة تميزه عن سائر دول المنطقة؟ وهل ارتضى اللبناني التبعية العمياء خيارا أقعده عن النضال في سبيل تحسين ظروف حياته بالحدود الدنيا؟
هذه الأسئلة تختصر واقعا يؤكد أن لا قيامة للبنان طالما أن المعاناة لم تدفع الناس إلى الصراخ، ولو بما يمكن اعتباره "ميني ثورة" على الظروف السائدة، على الأقل رفع الصوت في وجه أهل السلطة لتسريع تشكيل الحكومة، وهذا من بديهيات الأمور، فمن انتخبهم الناس لا يملكون الحق في مصادرة التأليف لأغراض خاصة مزينة بشعارات الحصص والأحجام، فيما الواقع خلاف ذلك تماما، فالنزاع ليس على مواقع وإنما على اقتسام لحمنا ودمنا، ولأننا مستسلمون نراهم يمعنون في مصادرة حقنا بحياة حرة كريمة.
صارت الكهرباء أقصى الطموحات، وغدا اتصال رئيس الحكومة بالجزائر أمس لتفريغ حمولة باخرتي النفط، ومن ثم إبلاغ وزير الطاقة رئيس الجمهورية بأن لا قطع للتيار الكهربائي بعد انتهاء أزمة الفيول "إنجازا وطنيا"، و"مأثرة" لا نملك إلا أن نصفق لها، ونحني الرؤوس تقديرا وعرفانا بالجميل، وهذا غيض من فيض، ونحن نبذل العرق والتعب لنعد أولادنا للهجرة، فأي إذلال هذا؟
نعم، المطلوب "ميني ثورة" تحدث صدمة إيجابية، لنعيد تذكير المسؤولين أننا شعب يستحق الحياة، وأننا موجودون أصلا، والمطلوب أن نتحرر من ولاءاتنا العمياء، من طوائفنا كانتماء غرائزي لا مدى روحيا نستمد منه الإيمان والقوة، وإن لم نستفق اليوم، فلبنان إلى الخراب، ولا بد من صحوة، لا بد من صدمة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|