سياسيو لبنان يدشنون عصر الـ E-Politics! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
يبدو أن موضة العالم الإفتراضي بدأت تطاول المسؤولين اللبنانيين، نوابا ووزراء وعاملين بالشأن العام، ومن المتوقع في وقت قريب أن نشهد في لبنان "ثورة" على الشبكة العنكبوتية ، تتخطى التغريدات إلى عالم أكثر اتساعا لصالح "فيسبوك" ومارك زوكربرغ، ومواقع إلكترونية عدة من منصات التواصل الاجتماعي إلى مواقع متخصصة في شؤون الزواج والطبخ والتنحيف والتجميل، وسنشهد حركة ناشطة أيضا في العالم الافتراضي، ربما كتعويض عن غياب التفاعل الواقعي مع الناس والبقاء على تماس مع شؤونهم وقضاياهم.
مردُّ هذا الأمر إلى أن زعماء الطوائف هم المرجع والملاذ للمواطنين، وهم من يقصدهم الناس لعلمهم أن هامش المماطلة والتسويف يضيق كثيرا عندما يتوجهون مباشرة إلى "رأس النبع" أما جيش النواب العاطل عن العمل سياسيا، فسيتحول إلى الافتراض تعويضا عن حضور غائب، خصوصا وأنه في لبنان ثمة ينابيع هادرة وأنهر تتفرع منها روافد بعضها يتحول إلى مستنقعات فيها ما هب ودب من طفيليات لا تعيش في مياه هادرة، ومستنقعات السياسة كثيرة في لبنان، ومن المتوقع أن تزداد ليتم تصنيفها – إذا أمكن – على قائمة المناطق الرطبة بحسب اتفاقية "رامسار"، وإن كنا لا نعلم إذا كانت ثمة أهمية لـ "الأراضي الرطبة سياسيا"، كما هو الحال بالنسبة للمستنقعات والمسطحات المائية في الطبيعة!
الضالعون في السياسة اليوم قلة، فالانتخابات النيابية تفرض على قادة المحادل والحافلات أن يختاروا أحيانا طارئين على السياسة، من ممولي القوائم الانتخابية على سبيل المثال، فضلا عن أن المطلوب أن يكون قسم كبير من نواب الأمة مجرد أرقام، ولسنا لنسخر ولنفتئت على نواب كثر، لا نراهم إلا في الجلسات العامة، وأقصى مهمتهم رفع الأيدي للتصويت على مشاريع القوانين، وهذه حقيقة طالما تناولها المواطنون بالتندر والسخرية، ولا نقول شيئا من عندياتنا.
ومن هذا المنطلق، سيدخل لبنان إلى العالمية من بابها الواسع، وسيكون أول من ابتكر مصطلح "السياسة الإلكترونية" E-Politics، وهذا ما يسبقه إليه أحد في العالم من قبل، وبذلك يعوض عدد كبير من السياسيين غيابهم وعدم القدرة على تكريس حضورهم في الواقع الـمعاش إلى الافتراض، عبر السياسة الإلكترونية وبناء أوهام، وهذا بالنسبة لكثيرين هو أقصى المتاح!
|
|
|
|
|
|
|
|
|