كيف تُنصفُ "القوات" ولا يُظلم "التيار"؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
كلام وزير الإعلام في حكومة تصريف العمال ملحم رياشي بالأمس، لخص وجهة نظر " القوات اللبنانية " من موضوع تشكيل الحكومة ، حين أكد في أحد البرامج التلفزيونية "نحن لا نريد إلا اتفاق معراب كاملا، في حين أن التيار (الوطني الحر) أراد من اتفاق معراب فقط بند انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية"، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن ثمة افتئاتا طاول "القوات"، وبالنظر إلى موقع نائب رئيس المجلس فهو لا يعوض وزارة سيادية، وهذا أقل الإيمان.
ومن وجهة نظر "قواتية" أيضا، من حق كتلة نيابية هي الثانية مسيحيا أن تكون حاضرة في الحكومة بحقيبة وازنة، خصوصا وأن الوزارات المعروضة عليها، وفي بلد مثل لبنان تظل دون طموح أي فريق سياسي، وإذا أخذنا الثقافة على سبيل المثال، فأي دور سيكون منوطا بها في وقت تواجه لبنان أزمات في الصحة والمياه والطاقة والخدمات والاقتصاد؟ وهذا يعني، وبطريقة غير مباشرة إقصاء "القوات" عن المشهد الحكومي، وإبعادها عن جملة استحقاقات لا تعوضها "الثقافة" و"الشؤون الاجتماعية"، إلا في حدود إدارة الجلسات في حال تغيب الرئيس سعد الحريري لغير سبب.
أما إذا صح أن ثمة تحفظا من "حزب الله" على تولي "القوات اللبنانية" وزارة سيادية، وإذا صح الحديث أيضا عن أن الولايات المتحدة الأميركية لن تعترف بحكومة لا تتمثل فيها "القوات"، فهذا يعني أن التعطيل مرده إلى عوامل إقليمية ودولية، ما يتطلب مقاربة مختلفة لموضوع التأليف، وبما يؤكد أن العقد التفصيلية المتبقية هي عنوان للتعطيل ليس أكثر، فيما الأسباب الحقيقية – وهذا هو المرجح – مردها إلى ظروف وعوامل خارجية تبقي لبنان مشرعا على تناقضات المصالح السياسية إقليميا ودوليا.
وأيضا من وجهة نظر "قواتية"، لم تكن ثمة ترجمة واضحة ودقيقة لمفاعيل "اتفاق معراب"، وهذا ما ألمح إليه الوزير رياشي بالعلن هذه المرة، ووفقا لمقتضيات هذا الاتفاق من المفترض أن تكون "القوات" حاضرة في الحكومة بالاستناد إلى آليات واضحة تنصف حضورها وحجمها التمثيلي.
وبالاستناد إلى تصور "التيار الوطني الحر" المتبني لمقاربة تظهر أن المطلوب منه التنازل دون غيره من سائر القوى السياسية، فإن الإشكالية الماثلة إلى الآن، من المفترض مواجهتها عبر فسحة تلاقٍ تمهد السبيل لحل ينصف "القوات" ولا يظلم "التيار"، وهذا ما يمثل في الوقت الراهن حاجة وطنية أكبر بكثير من معيار التمثيل المسيحي في الحكومة، فما يوحد هو المطلوب اليوم، وهو ما يحتاجه العهد ولبنان وسائر القوى الحريصة على نهوض من لبنان من كبوات السياسة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|