الحكومة وأزمة القنصلية! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
في التحليل السياسي، ومواكبةً لما آل إليه الوضع الحكومي في الساعات الأخيرة الماضية، يمكن القول ان الحكومة "على الأبواب"، وأن ثمة أمتارا قليلة تفصلنا عن موعد إعلانها، أما في التحليل الأعمق المستند إلى تراكم تجارب سابقة وتفاؤلات لاغية تخللتها مربعات أولى وأمتار معدودة وربع ساعة أخير، فيمكن القول أَنْ لا حكومة قريبا، وبين التحليلين مسافة لا يمكن استيعابها إلا من خاصرة التوافق المستحيل.
من جهة ثانية، إن أي مقاربة للشأن الحكومي من باب الحصص والتوازنات والثلث المعطل والاستفراد والاستئثار، تظل مقاربة ناقصة، ومثل هذا التسطيح يقود إلى الشطط، وكأن لبنان قابع في جزيرة نائية يملك ترف الاختيار والانتظار، المشكلة أبعد وأعمق، فوسط أنواء المنطقة والمستجد سعوديا وارتداداته الإقليمية والدولية بعد جريمة القنصلية في إسطنبول التي ذهب ضحيتها الصحفي جمال خاشقجي، ثمة ترقب مشوب بالحذر، بانتظار أن تتضح اللوحة بعد تجميع "البازل" ومحاولة استقراء اللحظة وإلى أين تسير الأمور.
ما أكد عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري ومسؤولون لبنانيون بأن لا عوامل خارجية معرقلة للتأليف، كلام صحيح، لكن ثمة أجواء عامة تفرض نفسها على الداخل اللبناني، وإلا كيف نفسر بروز عقبة تمثيل السُنَّة من 8 آذار، علما أن هذه القضية لم تكن حاضرة كعقبة تحول دون تشكيل الحكومة طوال الأشهر الخمسة الماضية، ومثل هذا التفصيل ليس تفصيلا، فهو يندرج في توازنات المنطقة، ولبنان جزء من هذا التوازن، لقد طالب النواب السُنة مرارا بتمثيلهم، لكن دون أن تكون ثمة أصوات داعمة ومتبنية ومطالبة، فلماذا كل هذا الإصرار اليوم؟ ولماذا رفع السقوف الآن؟
وكي لا نقول الأمور مواربة، لبنان منقسم بين معسكرين، الأول تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، والثاني تقوده روسيا وحلفاؤها أيضا وفي مقدمهم إيران، والنأي عن النفس عملة غير قابلة للصرف، وفي مكان ما، تحضر التوازنات الإقليمية عبر شيطان التفاصيل المركبة لتحسين الشروط وفق المعطى المستجد في المنطقة.
اليوم، السعودية خارج السمع، وهذا يعني اختلالا في موازين القوى سحب نفسه إلى استحقاقات الداخل، فضلا عن أن ثمة الكثير من الأمور آيلة للتغير من اليمن إلى العراق وسوريا والشرق الأوسط عموما، وفي ما شهدنا من عثرات جديدة، يتضح أن لا حكومة في المدى القريب، إلا إذا استفاد أطراف الأزمة من عدم التوازن الإقليمي والتحرر من ضغوط الحلفاء، وهذا دونه عقبات ويندرج في باب التمني، وكل الخوف أن يصبح تشكيل الحكومة جزءا من أزمة القنصلية!
|
|
|
|
|
|
|
|
|