فتح معبر "نصيب"... ماذا عن معبر الحكومة؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لا أوصال مقطعة بين لبنان و سوريا و الأردن بعد اليوم، كل الطرق تفضي إلى السلام وعودة عرى التواصل وتدشين حقبة جديدة بعد سنوات ثلاث من غربة قسرية وانتظار طويل، لتتجدد الحياة بعيدا من كوارث وويلات.
جاء افتتاح المعبر السوري – الأردني "جابر نصيب" ليعيد بعضا من أمل وليعزز سبل التواصل بين دول ثلاث ومنها إلى محيطها العربي والعالم، ورافق هذه الخطوة ارتياح رسمي اقتصادي لبناني، خصوصا وأنه سيصار الى استئناف التصدير بعد إعادة فتح المعبر على ثلاثة خطوط أردنية سورية لبنانية، وهذا يمثل إنجازا لا يمكن أن تدعيه حكومة تصريف الأعمال، أي أنه سيكون بعيدا من التوظيف الداخلي، فما تعجز عن تحقيقه الطبقة السياسية تصنعه الصدف.
وإذا ما صدقت الوعود هذه المرة، مع تخطي مخاض تشكيل الحكومة إلى الولادة، فعلى الجميع أن يتصرف على قاعدة القول المأثور "إن هبت رياحك فاغتنمها"، كي لا نضيع أكثر في متاهات الوهم والقوة، وكي لا نظل في حدود بعيدة نجذف في بحر الفوضى والسقوف العالية والتعنت، وسط مواقف خشبية عصية على الإنبات والإزهار والإثمار، وكي لا تظل أمور البلد مسيَّرة في الوقت الضائع.
لا متسع من الوقت لنمارس ترف الانتظار، والمشكلة أن سائر القوى السياسية تدرك هذا الأمر وتتصرف خلافه، فما إن تهل بارقة أمل سرعان ما تتبدد ليعقبها حَـــــردٌ وتوترات "تخطف" البلد وتبقيه رهينة أهواء ومصالح، ومن هنا، نتطلع هذه المرة إلى "تفاؤل" المسؤولين بعين التفاؤل لعل وعسى، فلم يعد ثمة مبرر للتصعيد، خصوصا وأن الخلافات تحولت نوعا من التحدي، والكل يرى التراجع تنازلا وانكسارا، فيما هو مسؤولية وطنية تمليها الضرورة في لحظة ما عادت تحتمل هدر المزيد من الوقت، فللوقت ثمن وخسارته لا يتحمله فريق دون آخر، ففي الخسارة الكل سواسية.
وما يهمنا في راهنية اللحظة، هو الإشارة إلى أن المساعي التي بذلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حيث تنقلت جهوده بين دمشق وعمان ولقاء الملك الأردني عبدالله الثاني أثمرت أبعد من لبنان، وهذا مثال على أن الإرادة غير المحكومة بمصلحة آنية لا بد وأن تثمر إنجازات كبيرة.
أما فتح معبر نصيب، فلن تقتصر نتائجه على القطاعين الصناعي والزراعي فحسب، فإذا ما سارت الأمور نحو استعادة العلاقات بين سوريا ومحيطها، فسنشهد موسما سياحيا استثنائيا الصيف المقبل، ففي دراسة أعدتها بعض بلديات الاصطياف بين محطة بحمدون ومدينة عاليه قبل الأزمة السورية، تبين أن هناك أكثر من خمسة آلاف عائلة من دول الخليج تصطاف في هذه المنطقة وحدها، وهذا يرتب على لبنان أن يكون حاضرا بحد أدنى من الاستقرار، كي تسلك الحكومة معبر التأليف.
|
|
|
|
|
|
|
|
|