لبنان على مفترق طرق |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- أكرم كمال سريوي
نعم نريد نجاح العهد، فنجاحه يعني أمنا واستقرارا وازدهارا، ويقاس بالإنجازات لا بالخطابات والعنتريات، يقاس بالإصلاح في مؤسسات الدولة ووقف الهدر والفساد والمحسوبيات والسمسرات والمحاصصات، يقاس بالإنماء ومعالجة مشاكل الناس من الكهرباء والنفايات الى الصحة والتعليم والاقتصاد والعدل واحترام حقوق الانسان.
ونجاح العهد يعني وحدة اللبنانيين ولا يكون بالتشرذم والمناكفات والغلبة والاستقواء، نجاح العهد يعني مؤسسات تعمل وليس نوابا ووزراء متقاعدين ومتقاعسين عن واجباتهم. وباختصار نجاح العهد يعني تغلبة المصلحة العامة على المصالح الفئوية والخاصة وأي لبناني لا يريد ذلك؟
بغض النظر عما يريده البعض لعهد الرئيس ميشال عون من نجاح أو فشل، وبعيداً من التمنيات والغايات الشخصية، أصبح لبنان على حافة السقوط، والمجازفة بمصيره ومصير اللبنانيين جميعاً جريمة كبرى.
نعم، لطالما لعبت العلاقات الشخصية دوراً اساسياً في السياسة اللبنانية فهذا الوطن الذي قام على تفاهم بشارة الخوري ورياض الصلح ارتبطت السياسة فيه بالأشخاص، ومثّلت التبعية الشخصية العمود الفقري لمعظم الأحزاب اللبنانية التي انتهت بانتهاء زعمائها، فمن الكتلوية الى الشمعونية والأسعدية والشهابية وغيرها من المسميات التي اعتادها اللبنانيون لم نعد نسمع بها اليوم، قلة فقط من الأحزاب العقائدية استمرت كالقومي والشيوعي والاشتراكي، لكن هذه الأخيرة لم تتمكن من تحويل الصراع في لبنان من الطائفية والشخصانية الى المستوى الفكري والعقائدي أو التنافسي لمصلحة الوطن، وبقي لبنان تحت رحمة هذه المناكفات المذهبية والشخصية التي جرّت عليه الويلات وبقيت زعامة هؤلاء فوق كل اعتبار والولاء لهم اهم من الولاء الوطني، وكي يحافظوا على الزعامة قدموا المصالح الشخصية على المصلحة العامة وجعلوا من البلد شركة مساهمة باتت على شفير الأفلاس. نستذكر هذا الواقع المؤسف لنقول للجميع انكم ذاهبون كما ذهب من سبقكم ولكن الوطن بقي وسيبقى، هذا الشعب وسيتذكر أبناؤنا ما تفعلونه اليوم بتجرد بعيداً عن العواطف المغمورة والمدائح التي تسمعونها من اتباعكم اليوم.
والسؤال الذي يطرحه الشعب على كل الزعماء في الأحزاب والطوائف، ألا يستحق لبنان وشعبه أن تتنازلوا ولو قليلاً عن العناد والمكابرة والمصالح الضيقة؟ كلكم يعلم ان الدين العام بات يهدد الاقتصاد الوطني والفساد ما زال ينهش جسم هذه الدولة النحيل، وان مقعدا وزاريا أو نيابيا أو غير ذلك لن يغير في المعادلة شيئاً، فهذا البلد محكوم بلعنة النظام الطائفي ولن يتمكن احد من الغاء احد، وان سياسة الفوقية والكيدية والحروب العبثية كلها جربها اللبنانيون والنتيجة واحدة فالكارثة تقع على الجميع وليس على فريق دون آخر.
ولهذا نقول تنازلوا رأفة بالوطن والشعب، وترفّعوا عن الغايات والمصالح الشخصية، فإن نجاح العهد في لبنان ضرورة وطنية ويشكل نجاحاً لكل لبناني وفشله سنقطف ثماره جميعاً.
علينا أن نعلم جميعاً ان الوطن لا يُختَصر بشخص ونحن من يبني المستقبل لأبنائنا ومصيره أمانة في أيدي من يتولى المسؤولية.
لا يكون العهد قوياً إِلَّا بالتفاف الجميع حوله من كل الطوائف والأحزاب، ولهذ ندعو الى لم الشمل والتوافق والتعاون من اجل مصلحة الوطن وكل تفرقة هي إضعاف للعهد ولبنان، وكل اتحاد سيشكل قوة ومناعة له، وأي حكومة اكثرية أو كسر للآخر هي خطوة في الاتجاه الخطأ.
وبالرغم من الأوضاع الصعبة فان لبنان قادر على التغلب على كل الصعاب فغير صحيح ان الافلاس حتمي، وأننا مقبلون على الانهيار، لكن كيف يمكن ان نطلب من العالم دعم لبنان فيما نحن نتقاتل على المناصب والكراسي ونهدم وندمر مؤسسات الدولة؟
لبنان على مفترق طرق، وعلينا اتخاذ قرارات حكيمة بالتعاضد والتعاون وان نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ونتحد جميعاً لإنجاح العهد، وعلى العهد ومن يؤيده ان يجمع الشمل ويعلم ان نجاحه مرتبط بوقوف الجميع الى جانبه وإلّا فالخاسر الأكبر سيكون لبنان وشعبه الذي سيذكركم جميعاً بأفعالكم وما قدمتموه للوطن، وليس بما حققتم لأنفسكم واتباعكم من مناصب وثروات.
|
|
|
|
|
|
|
|
|