من ساحة النجمة... الأزمة "صوت وصورة" |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
من المتوقع أن يشهد مجلس النواب اليوم صخبا يعيد للبلاد ما افتقدته من حيوية سياسية، يعوض الجمود في ملف تشكيل الحكومة ، بغض النظر إن كان التئام المجلس (تشريعيا) للمرة الأولى منذ الانتخابات النيابية الأخيرة جاء تحت عنوان "تشريع الضرورة"، فالظروف الضاغطة اقتصاديا واجتماعيا، تتطلب إيجاد وتوظيف كل الأطر والصيغ المتاحة لتفعيل دورة الحياة السياسية غير المنفصلة عن حاجات الناس في ظل واقع اجتماعي مأزوم.
في السياق أيضا، وإن كان لـ"الضرورة" ما يبررها بأكثر من سبب وسبب، إلا أن سقف التوقعات يظل دون المأمول، فبعض الملفات والمشاريع المطروحة كانت موضع تجاذب وخلاف، ولن يتغير شيء باستثناء أن رئيس المجلس الذي دعا لهذه الجلسات اليوم وغدا، سينظم حلقة نقاش سيكون محموما، خصوصا في ما يتعلق بالإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة، وسط توقعات بأن تكون ثمة سجالات تعيد التذكير بتلك التي حصلت أثناء مناقشته في اللجان النيابية المشتركة، ولكن هذه المرة على وقع الوقفة الاحتجاجية التي ينظمها "ائتلاف إدارة النفايات" أمام مدخل مجلس النواب والتي دعت إليها النائب بولا يعقوبيان.
وكما بات معلوما، فإن المعتصمين سيطالبون بإعادة مشروع القانون إلى اللجان النيابية لدراسته بما يخدم ويحمي اللبنانيين من مزيد من التدهور البيئي، باعتبار أنه قد تم تمريره ضمن اللجان المشتركة في شهر تموز (يوليو) الفائت من دون أي مناقشة، وسط مخاوف من أن يوفر هذا المشروع الغطاء القانوني للبلديات للسير بالمحارق التي تهدد بمخاطر صحية وبيئية كبرى في ظل غياب الرقابة الحكومية الجدية والاستنسابية في تطبيق القانون.
ويضم جدول الأعمال 29 اقتراحا تتعلق بمعظمها بمشاريع واقتراحات مالية تحضر الأرضية التشريعية للبنود المرتبطة بمقررات مؤتمر "سيدر"، فضلا عن اقتراح قانون مكافحة الفساد في عقود النفط والغاز، والاقتراح المعجل المكرر لدعم فوائد القروض الممنوحة من المؤسسة العامة للإسكان، بالتزامن مع استمرار أزمة القروض.
كل ذلك، يظل محكوما بهواجس كثيرة وكبيرة، وسط تقارير تؤكد أن لبنان قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الاقتصادي، مع تأكيدات ضبابية من المسؤولين بأن ثمة مبالغة والوضع ليس بهذا القدر من التأزم، فيما انطلاق جلسات "تشريع الضرورة" اليوم يحمل تأكيدا إضافيا على أن أزمة تشكيل الحكومة تحولت بقناعة جميع المعنيين موضع "تفاهم" غير معلن عنوانه الهروب إلى الأمام.
وإذا كانت للضرورة أحكام، أو كما يقول المثل اللبناني "الكحل أحسن من العمى"، إلا أن ليس ثمة ما يطمئن اللبنانيين ويبدد الكثير من مخاوفهم، خصوصا وأن البلد مصادر بإرادة مسؤوليه، وهم على موعد اليوم وغدا مع سجالات هي نسخة عن تلك التي عاشوا فصولا منها طيلة أربعة أشهر، مع فارق بسيط هذه المرة، وهو أن اللبنانيين سيتابعون أزماتهم من ساحة "صوت وصورة"!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس " جمعية غدي "
|
|
|
|
|
|
|
|
|