وزير الخارجية: نصر على منطق الشراكة من دون غالب ومغلوب
#الثائر
أقام رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض غداء لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ، حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال بيار رفول ، النائب السابق جواد بولس، النائب السابق أمل بو زيد، النائب البطريركي العام على جبة بشري وزغرتا - اهدن المطران جوزيف نفاع، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي طاني لطوف، نائب رئيس الرابطة المارونية توفيق معوض، قنصل سيراليون في لبنان دونالد العبد، قائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي، الرئيس القاري للجامعة الثقافية اللبنانية في أوستراليا ونيوزيلندا ميشال الدويهي، رئيس "حركة الارض" طلال الدويهي وفاعليات اقتصادية واجتماعية وثقافية ومدنية وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير في قرى قضاء زغرتا وكوادر من "حركة الاستقلال".
بداية ألقى معوض كلمة رحب فيها بباسيل، وقال: "الزيارة اليوم بمثابة ترسيخ للتحالف القائم بيننا أولا كأشخاص، وثانيا بين "حركة الاستقلال" و"التيار الوطني الحر"، هذا التحالف الذي يترسخ يوما بعد يوم لمصلحة لبنان والشمال وزغرتا الزاوية، وبني على أسس ثابتة وصادقة. فتحالفنا هو أولا تحالف دعم العهد، وحين أقول دعم العهد هذا لا يعني ان ليس هناك اخطاء تحصل، ولا يعني ألا يكون لدينا رأينا في بعض المواضيع، دعمنا للعهد الذي هو بالاساس دعم للتوازن والشراكة الوطنية واستعادة التوازن بالشراكة الوطنية، هذا التوازن الذي أخل به منذ اغتيال الرئيس الشهيد رينه معوض لتاريخ اليوم. ما أقوله ليس من منطلق مسيحي بل من منطلق وطني بامتياز، لأن الخلل في التوازن الوطني هو ضرب للاستقرار".
أضاف: "كلنا جربنا في مرحلة من المراحل منطق فائض القوة لكل مكون من مكونات لبنان على مر التاريخ، ورأينا بالنتيجة ان الخلل بالتوازن يؤدي الى ضرب الاستقرار ويؤدي الى حروب. عندما كان هذا الخلل في التوازن يطال المكونات الاسلامية كنا شهابيين ومع "الستة وستة مكرر"، واليوم ما زلنا مع "الستة وستة مكرر" من منطلق وطني ليس من منطلق مسيحي".
وتابع: "أمامنا اليوم فرصة حقيقية مع وصول الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة من اجل استعادة هذا التوازن ولا يجب أن نضيعها، من هذا المنطلق واجبنا الوطني ان نقف الى جانب رئيس الجمهورية. ليس من باب الصدفة أن "الطائف" أعطى رئيس الجمهورية صلاحية توقيع مرسوم تشكيل أي حكومة من دون أن تكون هذه الصلاحية مقيدة لا من حيث الشكل ولا من حيث الوقت، ما يعني بمنطق "الطائف" أن رئيس الجمهورية ليس "ملكة بريطانيا"، ومن المفترض أن يمنحه هذا التوقيع صلاحية حقيقية ليكون شريكا وازنا في السلطة التنفيذية، واستعادة هذا الدور أساس لاستعادة التوازن الوطني ولإعادة تصحيح الخلل في الشراكة الوطنية، وهذا ما يتطلب مناأن نقف الى جانب الرئيس لاستعادة هذه الصلاحية التي لسوء الحظ اعتاد البعض أن يتخطاها".
وقال: "بالنسبة إلى الهجمات التي يتعرض لها العهد وتحمل عناوين رنانة كالسيادة والاصلاح وغيرها، في الحقيقة أكثرية هذه القوى السياسية ليست قوى إصلاحية، فالمكتوب يقرأ من عنوانه، وبمعظمها ليست قوى سيادية. إن جوهر الهجوم على العهد هو لمنع استعادة التوازن وتصحيح الخلل، لأن البعض اعتاد على مر السنين والعقود، منذ اغتيال الرئيس الشهيد رينه معوض إلى يومنا هذا، أن يستخدم منزله ومنزل الجيران، وحان الوقت اليوم أن يعود كل الى منزله ونمد يد الشراكة المتوازنة بين الجميع لنتمكن من بناء الدولة والوطن. تحالفنا مبني أيضا على إقرارنا بتنوعنا. صحيح أننا في تكتل واحد ولكن لكل منا مساحته. وليس سرا على أحد أننا نختلف ولعدد من الملفات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ملف سلاح "حزب الله"، ولكن هذا التنوع يشكل مصدر غنى وقوة، وإرادتنا هي في البناء على المشترك".
وتابع: "تحالفنا تحالف استعادة التوازن في زغرتا الزاوية وتكريس التوازن في الشمال وخصوصا في دائرة الشمال الثالثة، الأمر الذي يشكل المدخل إلى الحرية والكرامة. فالاحتكار في السياسة غالبا ما يتم على حساب كرامة المواطن وحقوقه، لذا من هذا المنطلق معركتنا اليوم هي معركة استعادة التوازن والإنماء وكسر الاحتكار".
وشدد على "ضرورة أن يتم تشكيل الحكومة على توازنات صحيحة"، وقال: "المطلوب أيضا على المستوى الوطني تطوير بعض القوانين التي ما زالت موجودة منذ العهد العثماني. وآمل من خلال ورشة العمل القائمة داخل "تكتل لبنان القوي" أن نعمل على تحديث القوانين وتشكيل حكومة تسمح لنا بالقيام بالمشاريع لأن هذا هو الأساس".
وكشف انه تباحث وباسيل "مطولا في شؤون قضاء زغرتا وسبل رفع الحرمان عنه إذ عانى على مدى السنوات الماضية من الحرمان على صعيد الإنماء الحقيقي"، واعدا ب"نمط ونهج جديدين من أجل الإنتاجية والإنماء فور تشكيل الحكومة".
وختم معوض: "ترعرت في منزل علمني أنه حين نختلف مع أحد نختلف معه باحترام وحين نتحالف مع أحد نتحالف معه بصدق، من دون المس بمبادئنا السياسية التي ندافع عنها حتى الشهادة. هكذا تربينا وهكذا نحن وهكذا سنبقى".
باسيل
من جهته أعرب باسيل عن سروره "الكبير" لوجوده في قصر الرئيس الشهيد رينه معوض، وقال: "في النهاية مهما اختلفنا فإن كل شخص بذل حياته من اجل لبنان هو شهيد للبنان ويحب لبنان وأعطى اغلى ما يملك في سبيل لبنان، ولا يمكننا سوى ان نحترمه ونقدره، فكلنا سقطنا وسنسقط ليبقى لبنان بتنوعه، ولكي نبقى على هذا التنوع علينا ان نختلف ونعي أن تميزنا هو غنانا، فلبنان ليس مجرد قطعة أرض، بل أرض لها تاريخ علينا أن نحافظ عليه وتراث نحن ورثة له".
أضاف: "نؤمن بأرضنا وبلدنا ونستفيد جميعا كلبنانيين من تنوعنا الذي هو نقطة غنى لنا على رغم الاختلافات، وهذا ما جمعنا اليوم برفيقنا ميشال معوض. وأقول لكم بكل راحة ضمير إن بإمكانكم أن تفخروا بأن لديكم ابن عائلة سياسية لها تاريخها وماضيها، وقادر أن يتطلع إلى المستقبل بتطور وانفتاح وعلم وجهد حقيقيين".
وتابع: "فخورون بتحالفنا مع معوض، وما يجمعنا هو الرغبة بالإنجاز والتنفيذ وتحويل أفكارنا إلى نتائج يتلمسها المواطن، فواجبنا أن نعمل من أجل المواطن. ونأمل بعد تشكيل الحكومة وعند بدء التشريع أن يقدم تكتلنا نموذجا في العمل، ونحن سنقوم بما علينا وأكثر حتى لو عرقلونا. لا يمكن بناء الوطن بالشعارات الرنانة بل بالفكر والجهد. فرادة لبنان هي مناصفته بغض النظر عن العدد، ونصر على الشراكة بالتفاهم ومن دون غالب ومغلوب وهذا ما يتطلب وقتا وجهدا".
وختم باسيل: "نريد أن نبني للمستقبل قوة سياسية لا تقوم على الزبائنية السياسية، وسنعمل في السنوات الأربعة المقبلة على رفع عدد المقتنعين بخياراتنا فيصبح لدينا نائبان في زغرتا الزاوية وليس نائبا واحدا، وخمسة نواب في دائرة الشمال الثالثة وليس ثلاثة، ويحقق تكتلنا وفكرنا على صعيد لبنان التوازن السياسي الحقيقي الذي يجعل هذا البلد يشبهنا حرا سيدا ومستقلا".
وكان سبق الغداء، جولة لمعوض وباسيل في حديقة البطاركة الموارنة في الديمان تبعتها جولة في الوادي المقدس، يرافقهما النائب جورج عطاالله وأصدقاء.