الإمام الصدر... غيبوه ليستبيحوا لبنان! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
في ذكرى تغييب سماحة الإمام موسى الصدر تتسابق الأسئلة حيال مصيره والجهة المخططة والمنفذة، لكن يظل ثمة سؤال لا يمكن الإجابة عنه، لذلك نطرحه في سياق افتراضي، مستقرئين الوقائع التاريخية مع بداية السبعينيات من القرن الماضي وصولا إلى اختفائه وتغييبه، وهذا السؤال نوجزه على النحو الآتي: لو كان الإمام المغيب بيننا اليوم كيف كان سيتصدى لواقعنا السياسي المأزوم؟
الإجابة تحتمل ما هو أبعد من الافتراض، ويكاد يلامس اليقين في أن لبنان ما كان ليصل إلى هذا الترهل السياسي والاقتصادي لو ظل الإمام الصدر حيا يرزق، وهذا ما ينطبق أيضا على غيره من الشخصيات الوطنية والدينية الكبيرة التي جرى شطبها من معادلة السياسة الداخلية اغتيالا وتغييبا ( كمال جنبلاط ، المفتي حسن خالد، الرئيس بشير الجميل وغيرهم).
لا يمكن الوقوف على أسباب جريمة سياسية دون معرفة الحيثية الوطنية للمستهدف، والجهة المستفيدة من الجريمة، وهنا نترك المجال مفتوحا على الاستنتاج والتقصي، لكن ما لا بد من قوله، أن تغييب الإمام الصدر استهدف العيش المشترك، خصوصا إذا علمنا أنه سعى طوال حياته إلى توحيد كل اللبنانيين بكل طوائفهم، فجال في كافة المناطق اللبنانية وسعى لانهاء الفتنة المذهبية والحرب الأهلية التي بدأت عام 1975، والقى العديد من المحاضرات في المساجد والكنائس وفي الجامعات، وغدا الإمام الصدر نموذجاً للعيش المشترك في كل العالم وليس في لبنان وحسب.
واستهدف تغييبه إطلاق يد المقاومة الفلسطينية في الشأن الداخلي اللبناني وفي تنفيذ أجندات الخارج، واستهدف أيضا وحدة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات، واستهدف كذلك تسعير الحرب الأهلية لإضعاف لبنان والسيطرة عليه بوصاية عربية أولا وسورية لاحقا.
أما الاستهداف الأكبر لتغييب إمام الفقراء والمحرومين فجاء عرضا لصالح طبقة سياسية ساهمت في تأجيج الحرب وأوصلت لبنان إلى كوارث وما تزال، وهو القائل: "أنتم ايها السياسيون آفة لبنان وبلاؤه وانحرافه ومرضه وكل مصيبة، إنكم الأزمة، إرحلوا عن لبنان".
الافتراض في طرح سؤال يقارب مع سماحة الإمام المغيب الحقيقة، وهنا نخلص إلى ما لا تحتمل اجتهادا وتأويلا، غيبوه ليستبيحوا لبنان!
|
|
|
|
|
|
|
|
|