تساؤلات آنية من زمن الوصاية! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
بيانات النائب الأسبق إميل لحود جونيور من وقت لآخر تأتي من قبيل "أنا هنا"، فالشاب الذي نعِمَ بمقعد نيابي في ظروف نعرفها، يبدو دائما في غربة عن إرث جده رافع أول علم لبناني فوق تلال فالوغا إبان الانتداب الفرنسي عام 1943، قبل نيل لبنان استقلاله بأيام قليلة، وتأتي أيضا للتعويض عن ضمور حضور سياسي لصالح قوى تمكنت في حدود كبيرة من تغيير خارطة التمثيل المسيحي (التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية).
من يتابع مواقف لحود يظن للوهلة الأولى أنها صادرة عن نائب من زمن الوصاية السورية، وله أن يحلق في ما يراه ومستشاروه منسجما مع التطورات على الساحة السورية، تماما كما هو الحال مع من أقصاهم الناس عن مواقع القرار يوم تحرر لبنان من مفاعيل وتبعات الوصاية، ومنهم من عاد متسلقا حافلة الأقوياء في الانتخابات النيابية الأخيرة.
ودعوته اليوم إلى البحث عن رئيس حكومة آخر لا تصب في مسار حل عقدة تشكيل الحكومة المتعثرة لأسباب لا صلة لها بعلاقة الرئيس سعد الحريري مع سوريا، وكان يمكن أن تبصر (الحكومة) النور في ما لو تمكن فرقاء الأزمة من تليين مواقفهم، إلا إذا كان وراء الأكَمة ما ستفصح عنه الأيام المقبلة.
غالبا ما تُلتقط إشارات من مواقف قد يبدو تمريرها عرضيا، لكن في بيان لحود ما يفضي إلى طرح أكثر من علامة استفهام، حين اعتبر أن كلام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن عدم رغبته بزيارة سوريا غير مفاجئ، فالكلام نفسه قاله قبل زيارته الأخيرة الى دمشق، ما يعني أن الرجل يقول عادة عكس ما يرغب.
ورفع لحود سقف كلامه لافتا إلى أن المفارقة أن أحدا في سوريا لم يطلب من الحريري زيارتها، لا بل أنه شخص غير مرحب به فيها، وحين نتكلم عن ضرورة التنسيق مع سوريا وإصلاح العلاقة معها على المستوى الرسمي، فإننا لا نقصد الحريري أبدا، بل نتحدث عمن تثق بهم سوريا ولم يشاركوا في التآمر عليها ولم يسهلوا تسليح وإيواء الإرهابيين، لذلك فإننا نفهم من كلام الحريري أنه يفضل أن يتولى رئاسة الحكومة شخص غيره إذا كان التنسيق مع سوريا واجبا، ما يعني أن مصلحة لبنان العليا السياسية والاقتصادية والاجتماعية تقتضي البحث عن رئيس حكومة آخر، خصوصا أن التشكيل متعثر في ظل المصالح الخاصة والمطالب المستعصية.
عودة هذا الخطاب في هذه اللحظة بالذات، قد يكون سببه اندفاع تخطى موجبات اللحظة وسط مساعي التهدئة لحلحلة العقد الحكومية، وإما قد يكون بمثابة إيعاز من جهة ما، والتمهيد لدور سوري في حيثيات وتفاصيل السياسة الداخلية، خصوصا وأن مشكلة البعض أنه غير قادر على تفسير العلاقات الطيبة بين بلدين، ولا التمييز بين الاستقلال والاستلحاق، بين التبعية والعلاقات الندية الطبيعية!
|
|
|
|
|
|
|
|
|