الاستعدادات لمعركة فاصلة اكتملت وهذه آخر تفاصيل الميدان في أوكرانيا. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
الاستعدادات لمعركة فاصلة اكتملت وهذه آخر تفاصيل الميدان في أوكرانيا.
اكرم كمال سريوي
ما حصل في الأيام الأخيرة على الجبهات في أوكرانية، ترك علامات استفهام مثيرة للجدل، خاصة في ظل المعلومات المتضاربة من الطرفين عن حقيقة ما جرى ويجري الآن. ففي حين أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها قامت بإعادة تجميع للقوات، وانسحبت من منطقة أزيوم، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها تمكّنت من تحرير ٢٤ بلدة على الجبهة الشمالية، وكذلك تحرير خمس بلدات في الجنوب في منطقة خيرسون وما زالت القوات الأوكرانية تهاجم على عدة جبهات وتمكّنت من تحرير منطقة خاركوف والوصول إلى الحدود الدولية مع روسيا وتشن هجمات في الوسط باتجاه ليمان وليستشانسك وجنوبا نحو مدينة خيرسون وزاباروجيا.
كان الإعلام العسكري قد تحدث عن حشود أوكرانية في الجنوب، واستعدادات لشن هجوم باتجاه مدينة خيرسون، ثم كشفت معلومات عن حشد تسعة ألوية أوكرانية على محور أزيوم، وبعض المعلومات تحدّثت عن حشد ٣٠ الف جندي، ومحاولات لتطويق القوات الروسية، التي قُدرت هناك بنحو ٥ آلاف جندي، وسارعت روسيا إلى سحبهم باتجاه الجنوب .
في معلومات حصل عليها "الثائر" كشفت مصادر عسكرية خاصة عن عدة نقاط:
أولاً ، بالقرب من Balakleya-Kupyansk-Izyum ، لم تكن الحشود الأوكرانية الظاهرة كبيرة جدًا، حتى أن الهجوم الأوكراني لم يبدأ كما هي العادة بتمهيد ناري على جبهة بالاكلاي، بل على تركّز القصف الأوكراني على محور خاركوف، مما جعل الروس ينقلون احتياطهم إلى تلك الجهة، ثم بدأ الهجوم الأوكراني في مكان آخر على قوات روسية ضعيفة، فتمكنت القوات المهاجمة من اختراق الجبهة بسرعة، والوصول إلى مؤخرة القوات الروسية، ولم يتمكن الطيران الروسي من التدخل بقوة لحسم المعركة، مما أجبر الروس على سحب قواتهم بسرعة، كي لا تقع داخل الطوق، وتمكنوا من الإفلات بعد أن قصفوا القوات الأوكرانية المهاجمة، برشقات من الصواريخ الاستراتيجية وكذلك بواسطة الطيران، وتكبدت بذلك القوات الأوكرانية خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، مما أجبرها على وقف التقدم ، لكنها عادت اليوم إلى استئناف الهجمات.
ثانياً: مهما حاول الروس تجميل المشهد فالواقع أنهم تعرضوا لهزيمة فادحة، بسبب ضعف استطلاعاتهم، بحيث اعتقدوا أن الهجوم الأوكراني سيكون في الجنوب على خيرسون، لكنهم تفاجأوا بالهجوم على أزيوم، واستخدم الأوكران سرباً من ١٣ عشر طائرة استطلاع، حصلوا عليها من قوات الناتو، إضافة إلى بطاريات صواريخ أس-٣٠٠ التي دفعوا بها لتغطية القوات المتقدمة هناك.
ثالثاً: يبدو أنه ، كما هو الحال بالقرب من خيرسون ، كان الهدف من هذه العملية في الشمال تخفيف الضغط الروسي عن خاركوف، وتنفيذ هجوم وهمي تشتيتًا للانتباه. لدفع الروس وقوات لوغانسغ ودونيتسك إلى سحب احتياطهم من على طول جبهة الدونباس، لفسح المجال بشن ضربة أوكرانية كبيرة على هذه المنطقة في المركز.
يمكنك الجدل طبعاً حول ما تخطط له القوات المسلحة الأوكرانية - للاستيلاء على دونيتسك أو لخرق قوس الجبهة هناك.
علاوة على ذلك ، لقد أوهم الأوكران الروس بأن جزءًا كبيراً من القوات بالقرب من خاركوف، قد تم نقله منذ فترة طويلة إلى الجنوب، للتمركز هناك، والآن بات من الواضح لماذا حدث ذلك، فلقد تم تسليم أوكرانيا أكثر من ٢٠٠ دبابة ت-٧٢ وعربة بي ام بي-١ من مخزونات الجيش البولندي، إضافة إلى عشرين راجمة صواريخ ألمانية الصنع، وخمسين عربة غيبارد مضادة للطائرات، ودفعة من صواريخ هيلفاير مُقدمة من النروج، وهذه الأسلحة مضافة إلى دفعة المدافع الأمريكية وراجمات صواريخ هيمارس، أمّنت للجيش الأوكراني، الذي أصبح عديده مع المتطوعين للقتال يفوق ٦٠٠ الف (وبعض المصادر تتحدث عن ٨٠٠ الف) مقاتل، أمكانية القيام بهجوم معاكس
في المقابل تسعى القوات الروسية إلى جر القوات الأوكرانية إلى خارج المدن، كي تصبح مكشوفة، وحيث يمكن للقوات الروسية الاستفادة من تفوقها، في كثافة نيران المدفعية والصواريخ، وكذلك التفوق الجوي، ولقد بدأت القوات الروسية بتكثيف القصف بالصواريخ والغارات الجوية على القوات الأوكرانية كما أنها بدأت باستهداف البنى التحتية لخنق أوكرانيا في محاولة لرفع معنويات قواتها التي باتت تعاني من ضغط أوكراني غير مسبوق.
من المبكر طبعاً القول بأن كفة الحرب باتت ترجح لصالح أوكرانيا، فهذه النجاحات ما زالت غير كافية لتغير مسار الحرب، حيث أن روسيا قد تلجأ إلى ضربات انتقامية وهذا ما بدأ يظهر منذ صباح أمس، ويبدو أننا سنرى شيئًا منسيًا في هذا العالم - معركة ضارية.
جميع القوات المسلحة الأوكرانية في هجوم واحد ، وجميع احتياطيات الاتحاد الروسي في مواجهتهم، أو في مكان قريب تقريبًا.
إلى جانب القوات الأوكرانية توجد الشجاعة ، والذكاء الغربي ، والاتصال الممتاز ، والتفوق العددي ، والمدفعية عالية الدقة.
تلك الألوية الروسية التي انتقلت من مدينة بالاكليا إلى إيزيوم، هي الآن وصلت بالفعل إلى مدينة أوجلدار ، وهذا ما يفسّر الهجمات الروسية الضعيفة على كراسني ليمان وكوبيانسك على وجه التحديد- ولقد سحبت أوكرانيا أيضاً القوات من هذا القطاع.
في الجانب الروسي ما زال يوجد طبعاً تفوّق في ساحة المعركة ، رغم وجود عدة مشكلات خاصة في الطيران ، الذي لم يتم تعلم استخدامه بشكل كافٍ لخوض معركة حقيقية، والصواريخ التكتيكية ، التي تواجه مشاكل في الاستطلاع ، وهناك تفوّق بعدد المدفعية والذخيرة الخاصة بها، بالإضافة إلى الأفضلية التي يحصل عليها الجانب المُدافع، والتي يعرف غالباً ما سيفعله العدو.
بالنسبة لشعب دونيتسك ، هذا دافع للقتال بشراسة ، فهم يعتقدون ويتوقعون أنه إذا دخلت القوات المسلحة الأوكرانية المدينة، فستحدث مذبحة كبيرة في السكان خاصة مع وجود عدد كبير من المتطوعين والمرتزقة.
كل مساوئ القوات ستكون حاضرة هناك أيضا، بحيث لم يتم تصحيحها من قبل الجانبين.
يبدو أن الطرفين الروسي والأوكراني سيخوضان المعركة الحاسمة بكل قوتهما، وهذا سيحدث في غضون ساعات أو أيام قليلة كحد أقصى،
انتهى وقت التحضير ، القوات الروسية بدأت منذ صباح اليوم بقصف وتدمير البنى التحتية في أوكرانيا، من محطات الكهرباء، والمياه، المخازن، حتى مترو خاركوف تعطّل وتوقف عن العمل لأول مرة منذ عشرات السنين، والآن سيتحدد من يفوز في الحرب، ولقد وصل الطرفان إلى لحظة الحقيقة.
هذا في وقت تتصاعد فيه المعارضة داخل دول الاتحاد الأوروبي، للدعم المقدم لأوكرانيا، وكذلك لسياسة العقوبات على روسيا، فبالرغم من اقتناع الأوروبيين بأن الحرب الروسية ضد أوكرانيا هي ظالمة، وأن أوكرانيا تدفع ثمناً باهضاً، لكن بدأ قسم كبير من الأوروبيين يدركون الإنعكاس السلبي عليهم، للعقوبات الأوروبية على روسيا، وهي الدولة التي تُمثّل المصدر الأساسي لإمدادهم بالغاز والنفط والمواد الأولية لصناعاتهم، وهم يدركون جيداً الآن، أن ما يحصل بدأ يشل اقتصادياتهم، ويصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سعر الغاز مثلاً أقل بثماني مرات مما هو عليه في أوروبا، ويرى بعض السياسيين في أوروبا، أن ما يحصل في بلادهم، يخدم شعاراً واحداً وهو "فالنجعل أميركا عظيمة مرة أُخرى".
فيما تريد روسيا تأخير المعركة الكبرى حتى بداية الشتاء، الذي سيضغط على الدول الأوروبية، لوقف دعمها لأوكرانيا، تضغط الولايات المتحدة الأمريكية على الجيش الأوكراني، لشن هجوم معاكس واسع النطاق، قبل نهاية شهر أيلول، رغم أن الأوكران يريدون الحصول على أسلحة حديثة قبل البدء بالهجوم، فهم حتى الآن يتكبدون خسائر كبيرة نتيجة عدم وجود غطاء جوي كافي لقواتهم.
المعركة الفاصلة قادمة، والتوقيت يبدو أنه بيد الخبراء الأمريكيين، الذين يديرون هذه الحرب.
|
|
|
|
|
|
|
|
|