الخسارة... نتانياهو بعكاز! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
"وداعا بنيامين نتانياهو"، هذا ما قاله الإسرائيليون "اقتراعا"، وعبروا عنه في استحقاق بدأ يرسم معالم مرحلة جديدة، وفقا لتوازنات مختلفة بعيدا مما اشتهته سفن رئيس الوزراء، وهذا ما يمكن قراءته في انتخابات الكنيست وسط رياح لم تكن مؤاتية لتضع نتانياهو مرة جديدة في الواجهة السياسية، إذ أكدت وسائل إعلام إسرائيلية تقدم تحالف "أزرق أبيض" بمقعدين على حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو، وفي تقدير أولي خسر نتانياهو وإن بقي معسكر اليمين محافظا على قوته، لكنه لن ينجح بتشكيل حكومة تعتمد حتى على 61 عضو بالكنيست من اليمين، ذلك أن الكنيست الإسرائيلي يتكون من 120 عضوا، وكي يتمكن أي فريق من تشكيل حكومة، فعليه أن يحصل على ثقة 61 عضوا على الأقل.
بعد فرز نحو 97 بالمئة من الأصوات، وبعد أن استأثر نتانياهو على مدى ثلاثة عشر عاما بالمشهد السياسي دون منافسين فعليين، ها هي اليوم المعطيات جميعها تتغير، ومعها تطل معادلات جديدة، لن يكون فيها نتانياهو حاضرا دون عكاز، أي دون قوة سياسية تتيح له البقاء في منصبه، لكن بالتأكيد سيكون مكبلا، هذا إن كانت له القدرة على البقاء، خصوصا وأن منافسه رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس عبر عن استعداده لتشكيل حكومة "وحدة وطنية"، لكن بشرط أن يترأسها، في رد منه على الدعوة التي وجهها نتانياهو له لنفس الغرض.
كل المؤشرات تؤكد من الآن إلى عجز نتانياهو عن تشكيل حكومة برئاسته، لا سيما وأن غانتس اشترط ترؤس الحكومة الجديدة لتشكيل ائتلاف معه، غير أن الأخير يسعى إلى البقاء في منصبه بأي وسيلة ممكنة ومواصلة حكمه كرئيس للوزراء في إسرائيل، علما أنه يواجه احتمال اتهامه بالفساد في حال ترك منصبه، ورفع الحصانة عنه.
في مطلق الأحوال لا شيء سيتغير أيا كان الرابح، فالدولة العبرية قائمة على التوسع والعدوان، والإختلاف يظل قائما إلى حدود عدم المس بتوجهات معادية للعرب، وقيل سابقا أن الإسرائيليين يختلفون على شكل خارطة "الدولة" بالطول أم بالعرض، لكن ما يمكن استنتاجه أن "الهزيمة" كفيلة بتسعير التناقضات الداخلية، وهذا ما حصل، فالإسرائيليون ما استشعروا الأمن الأمان، وهذا ما عنيناه بـ الهزيمة"، فقد مضى زمن الهدوء الاستقرار، لا بل ثمة هزائم جديدة أغلبها هزائم سياسية، وإذا كانت ثمة خيارات عسكرية فثمة هزيمة أيضا وأثمان باهظة!
اقترع الإسرائيليون الثلاثاء فيما هم مربكون، مقيدون بالخوف والقلق، وما عدا ذلك تفاصيل لا أكثر، وخلاصة القول تحول نتانياهو عاجزا عن الوقوف من دون عكاز!
|
|
|
|
|
|
|
|
|