#الثائر
عندما يضيق الأفق وينعدم المنطق وتسود ثقافة التسطيح، لا نعود نعجب من ممارسات وانتقادات تتقصد النيل من شخصيات روحية وزمنية، وللأسف، هذا حالنا اليوم في لبنان، فبدلا من أن تلقى بادرة رعية دير القمر المارونية كل تقدير واستحسان وهي أرادت أن تستعيد تقليدا يرقى إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، أثارت حفيظة البعض ممن يتعلقون بالقشور ولا يكتنهون المعنى الحقيقي لقيم المحبة والخير، وكأن التعبير عن الحب مشفوعا بصورة سيدة التلة العجائبية التي قدمت إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في نهاية القداس الذي اقيم أمس الأحد، لا تندرج في سياق التعاليم المسيحية السمحاء، ولا تتسم بتلك البساطة وبعفوية وصدق، قولا وتعبيرا ونهج حياة.
غريب أن يستاء البعض من أن تقدم هذه الصورة وتظهر فيها سيدة التلة العجائبية تحتضن الرب يسوع وفي الزاوية الثانية منها صورة الرئيس عون، وهي هدية من أبناء الرعية وعربون محبة ودعاء كي تحمي العذراء من يقود اليوم مسيرة البلاد، علما أنه قدمت صورة مماثلة الى الرئيس الراحل كميل شمعون عندما حضر قداسا في الكنيسة نفسها، فما الذي تغير؟ ولماذا كل هذه الضجة؟ ولمصلحة من؟
يبدو أن ثمة من يريد استغلال المناسبة لأخذها في مسار يخدم توجهاته وبأي ثمن، وكأنه ممنوع على أبناء هذه البلدة أن يعيدوا إحياء تقليد لا يحمل أكثر من رمزية تضمنت رسالة إيمانية مجللة بالمحبة، ولا نتصور أن ما أثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون بريئا، وسط جدل أخذ الأمور إلى غير ما تحتمل، ولأغراض واضحة الأهداف لجهة تحميل المناسبة ثقلا من أفكار مُتخيّلة ومفتعلة تنافي وتجافي الروح السمحاء لرعية آثرت أن تبادل الحب بمثله.
أما أن تصل الأمور إلى حد التجريح بسيادة أبينا المطران مارون العمار راعي أبرشية صيدا المارونية، فهذا قمة السقوط، ولا نعلم ما الذي يضير إن كانت صورة الرئيس العماد ميشال عون في صورة العذراء مريم؟ وهل هذا يتناقض مع الإيمان؟ بالطبع لا، فمن المعروف أن تقليد وضع صورة أحد افراد البيت قرب صورة قديس او شخص للعذراء او تلصقها الام على صورة العذراء هي من التقاليد الإيمانية، ومن ثم ما الذي يضير إن وضعت صورة الرئيس تحت يد العذراء سيدة التلّة؟
أسئلة ننتظر من يجيب عنها!