مقالات وأراء

كيف تحولت "الناصرية" إلى "سوبر ماركت"؟!

2019 حزيران 27
مقالات وأراء المدى

#الثائر

– أنور عقل ضو

ناصري "مغوار" يوزع العروبة دون حساب في لبنان، ويملك "دكان سياسة" لم يرق إلى "سوبر ماركت" منذ سبعينات القرن الماضي، ويريد أن يتصدى لـ "صفقة القرن" بشراسة "زِيحوا من الدرب"، بالتأكيد لا نتحدث عن الناصرية لا سلبا ولا إيجابا، وإنما نتحدث عن بعض تجلياتها وما بقي منها، لأننا نرى أن أكثر من أساء للعروبة هم الناصريون أنفسهم، فلا تمكنوا من توحيد واستقطاب تيارات شعبية واسعة، ولا استطاعوا صوغ خطاب أبعد من ترديد مقولات جلبت إلينا الخراب والوَبال.

أن تنتقد الناصرية فأنت متآمر على العروبة، ويأتي من يزايد بشيء من الهوس وكأن الناصرية مسلَّمة سياسية وفكرية غير خاضعة للنقد، وينسى الناصريون وقد غدوا بلا أنصار أنه تزامنا مع انتصارات فيتنام وكوبا شهدنا ونحن في حضن الناصرية أسخف هزيمة في العام 1967، وهي "إنجاز ناصري" نعيش اليوم تبعاته من مؤتمرات السلام في أوسلو ووادي عربة ومدريد إلى "صفقة القرن"، ونحن اليوم في الأساس نتاج هذه الهزيمة وبعض ضحاياها، وصار أقصى الطموح العودة إلى ما قبل الـ 1867، ولسنا لنتوهم "بطولات" بعد هذه الهزيمة التي أراودها نكسة من "ثغرة الدفرسوار" في سيناء 1973 إلى تحرير الجولان وجبل الشيخ في سوريا والإنكفاء حتى حدود دمشق وتأكيد ما خسرناه 1967.

لا ننتقد الناصرية، ونحن في مكان ما ناصريون بمعنى الإنتماء إلى فضاء عربي واحد، وإن كانت لدينا بعض تحفظات على هذه العروبة لأننا كنا نريدها عروبة إنسانية تسقط عنها صبغة الإسلام، ليس من موقع تعصبي وإنما من منطلق أن الإسلام أحد مكوناتها الأساسية، لكن دون اختصارها بهذا البعد المقدس الذي أبقى العروبة بجناح واحد، أي أننا نريد عروبة تغتني بكل ما في منطقتنا من اختلاف وتنوع، وهذه إشكالية ساهمت في مَا نحن عليه اليوم لجهة إفراغ العروبة من بعدها الإنساني.

وهنا، نطالع من آن لآخر ما يجود به علينا ممثلو أحزاب وتيارات ناصرية "صامدة"، ويوسعوننا ضربا ببيانات تذكرنا بإذاعة "صوت العرب" الإستخباراتية ومذياع الإعلامي أحمد سعيد، وقد زف إلينا بشرى تحرير القدس فيما طائراتنا في مصر تشتعل.

نتذكر في هذه العجالة أن ممثلين عن حزبين ناصريين في لبنان ذهبا إلى ليبيا لملاقاة الرئيس الراحل معمر القذافي، وكان ذلك في أوج الحرب الأهية، فاختلفا على أسماء شهداء كل واحد ينسبهم له ولتنظيمه، إذ كانت ثمة مالغ مخصصة لكل شهيد في "بازار" يبيع الدماء ويوظف الشهادة، ومن هنا يمكن أن نعلم كيف تحولت "الناصرية" إلى "سوبر ماركت" وما دون!

اخترنا لكم
إسرائيل تضع ثلاث خيارات أمام الفلسطينيين.
المزيد
قصف كثيف على غزة يفاقم «الكارثة الإنسانية»... وآمال التوصل إلى هدنة تتلاشى
المزيد
اللعبة انتهت وتم اتخاذ القرار. GAME OVER.
المزيد
التناقض الأميركي
المزيد
اخر الاخبار
بايدن سيلتقي نتنياهو قبل خطابه أمام الكونغرس
المزيد
الرياض تعرب عن «قلقها البالغ» من التصعيد العسكري في الحديدة
المزيد
الفوضى الرقمية: كيف تسبب تحديث خاطئ في شلل عالمي ودفع بأجندات الأمن السيبراني إلى الواجهة؟
المزيد
إسرائيل تضع ثلاث خيارات أمام الفلسطينيين.
المزيد
قرّاء المغرد يتصفّحون الآن
موازنة بلا "فياغرا" لا يعول عليها!
المزيد
ترامب عن ميلانيا: لن تبكي بحرقة حتى ولو أطلق علي الرصاص
المزيد
الموازنة... إنجاز حكومي من جيوب اللبنانيين!
المزيد
سكاف في حفل تربوي: يكفينا إهمالا لمناطقنا وأن ينظروا إلينا كصندوقة أصوات وينسونا بعد الاقتراع
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
لبنان على حافة كارثة جيولوجية!
"واتس آب" يطلق ميزة جديدة لتسهيل المراسلات الصوتية في الأماكن الصاخبة
فيديو.. بسعر 6.2 مليون دولار.. بيع أغلى "موزة" في التاريخ
سابقة.. أول صورة مفصّلة لنجم في مجرّة أخرى غير درب التبانة
الحاج حسن: أضرار القطاع الزراعي هائلة ومسح جوي لتقييم الخسائر بالتعاون مع الفاو
بعد إخبار رازي الحاج... إلقاء القبض على ٤ أشخاص