#الثائر
مع تطورات الأزمة الفنزويلية الأخيرة، يبدو أن المشهد سيظل محكوما بجملة اعتبارات، فلا الرئيس نيكولاس مادورو قادر على حسم الأمور لصالحه، ولا رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو الذي أطلق حملة إطاحة مادورو واعترفت به رئيساً انتقالياً أكثر من خمسين دولة، بينها الولايات المتحدة، قادر أيضا على الاستيلاء على الحكم، وهذا ما تأكد في الأربع وعشرين ساعة الماضية بعد إعلان الحكومة الفنزويلية، يوم الثلاثاء إحباط ما وصفته بـ"محاولة انقلاب صغيرة قام بها عسكريون خونة، بالتعاون مع معارضين يمينيين"، ردا على دعوة زعيم المعارضة خوان غوايدو، في تسجيل مصور محاطاً بجنود مسلحين إلى "انتفاضة عسكرية" ضد حكم الرئيس نيكولاس مادورو.
وتبقى أنظار العالم شاخصة إلى هذا البلد الغني بثرواته النفطية في أميركا الجنوبية، وسط مخاوف من أن يفلت زمام الأمور من أيدي الجميع وتدخل فنزويلا النفق الأسود في مَا لو تطورت الأمور إلى مواجهات عسكرية، وقدا بدا واضحا أن الولايات المتحدة عاجزة حتى الآن عن حسم الصراع لمصلحة غوايدو الذي يحظى بدعمها ورعايتها، وبدا ذلك واضحا في مَا أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس من أنه يتابع الوضع عن كثب في فنزويلا، وذلك عقب دعوة غوايدو إلى إطاحة مادورو، وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "أراقب الوضع في فنزويلا عن كثب. الولايات المتحدة تقف مع شعب فنزويلا وحريته"؟
وفي السياق عينه، دعا ترامب كوبا إلى التوقف عن دعم حكم مادورو في فنزويلا تحت طائلة فرض "حصار شامل" على الجزيرة، ولمزيد من الضغوط على الرئيس الفنزويلي، دعا مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو إلى خلع مادورو، وتوجه إليه بتغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "إنها فرصتك الأخيرة، عليك أن تقبل عفو الرئيس المؤقت غوايدو، وحماية الدستور". وأضاف: "قم بإقصاء مادورو وسنرفعك من قائمة العقوبات". وأردف: "ابقَ مع مادورو وستغرق بك السفينة".
حتى الآن يتأكد أنه ما عاد من السهل على الولايات المتحدة تنصيب ديكتاتوريات على غرار ما كان قائما في سبعينيات القرن الماضي، وما هو قائم اليوم يندرج في سياق عودة الحرب الباردة بين روسيا وأميركا، وثمة إعادة تموضع للعملاقين في الشرق الأوسط وفي أكثر من بقعة من العالم.
ومن هنا، يبقى ثمة سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة، هل تنجح فنزويلا ومعها مادورو في تقويض الأحلام الأميركية؟ وهل ستقدم "درسا" للولايات المتحدة؟ وهل ستكون الأزمة الفنزويلية واحدة من فرصها الضائعة في أميركا الجنوبية!