#الثائر
استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري وتناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع والتطورات في المنطقة.
بعد اللقاء عقد الوزير باسيل ونظيره العراقي مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله باسيل بالقول: "تشرفت باستقبال صديق لبنان وصديقي الوزير ابراهيم الجعفري، وكانت مناسبة لتهنئته بانتخاب رئيس جديد للعراق وتكليف رئيس حكومة نتمنى تأليفها سريعا في العراق، وخصوصا اننا نرى سرعة في لبنان، واتمنى ان تكون لدينا قريبا حكومة لتنتقل العدوى من لبنان الى العراق فنحن لم نشهد الا الخير بيننا. صحيح اننا جغرافيا غير متجاورين انما نتجاور بالفكر والثقافة والحضارة، وشعبانا لديهما الكثير من التنوع والقدرة على الحوار والتواصل نتيجة ما تراكم في تاريخهما من ثقافات وحضارات منحتهما القدرة على هذا التواصل الاستثنائي، وتغلبا بالحوار على كل المشاكل التي اعترضتهما. وهذا هو السبب الاساسي الذي جعل لبنان والعراق يتغلبان على التطرف والداعشية التي حاولت ان تخترق المجتمع ولكن طردت بفعل القدرة الفكرية والثقافية الكبيرة".
اضاف: "صحيح ان الشعبين اللبناني والعراقي اقوياء وجيشيهما اثبتا قدرة استثنائية على الانتصار، ولكن انا اعتبر ان القوة الاكبر هي قوة الشعب بفكره وعقله والذي يعطي نموذجا حقيقيا لرفض التطرف والآحادية واحلال لغة الحوار وهذا ما اعطى لبنان القدرة لتخطي مصاعبه الداخلية وكذلك العراق. اتمنى ان تستعمل الدول الاخرى تعبير اللبننة والعرقنة في سبيل تغليب الحوار واعتماد الحلول السياسية التي اعتقد اننا متفقون باعتمادها لحلول ازمات المنطقة و سوريا عبر المسارات التي اعتمدت في آستانة وجنيف، و الحل السياسي في سوريا هو السبيل الامثل للحلول الطويلة الامد. بالتأكيد نحن نتفق على ان عودة النازحين واعادة الاعمار في سوريا هما ضرورة ولا يمكن ربطهما بأي امر آخر، ونحن والعراق عملنا في كل المحافل الدولية والعربية وكنا على تنسيق دائم ومواقفنا كانت متطابقة، واذا عمم هذا التطابق على الدول العربية تكون صحتنا العربية جيدة جدا ومصدر قوة حقيقية لبلداننا ولعالمنا العربي".
وأشار باسيل الى ان "الحديث خلال اللقاء تطرق الى العلاقات الثنائية وفتح معبر نصيب وهو المتنفس للبنان ولسوريا"، متمنيا "فتح الحدود بين العراق وسوريا ما يعطي المزيد من الاوكسيجين الاقتصادي الذي نحتاجه لننتقل من مواجهة التطرف الى مرحلة الازدهار الإقتصادي والتكامل بين لبنان وسوريا والعراق والاردن والمنطقة كلها، لنعوض كل مصائب الحرب التي مرت علينا فنحن بلدان تكتنز الكثير من الموارد الطبيعية والبشرية وتسمح لنا بوعد شعوبنا بالازدهار".
وأمل في "المرحلة المقبلة ان تكون حكومة للبنان وكذلك حكومة للعراق ما يعني الاستقرار للبلدين لينتقلا بعدها الى تفعيل العلاقات الاقتصادية والاستفادة منها لاغناء البلدين".
الجعفري
بدوره، استهل الجعفري كلامه بوصف اللقاء مع الوزير باسيل "بالرئة المفتوحة التي نتنفس من خلالها الاحداث والهموم المشتركة ونتحدث ونتكامل مع الاعلام سياسيا"، وقال:" لا اعرف لماذا اختار الوزير باسيل تعبير عدوى انتقال التجربة من لبنان والعراق لان العدوى تنقل المرض والحمدلله ان التجارب التي كانت بين بلدينا هي جيدة، وهناك تشابهات كثيرة بين الشعبين لجهة النضال ورفض الظلم والديكتاتوريات المتعددة وقد قطع لبنان تجربة رائعة على طريق التكامل وكذلك العراق الذي يخطو الآن نحو التكامل".
اضاف: "استطاع العراق ان يلوي عنق الارهاب ولم تكن تجربته بسيطة وهي تشبه تجربة لبنان، فالحشد الشعبي كان النقطة البارزة والاساسية واستطاع ان يقلب صفحات الحرب من حروب تقليدية الى حروب جديدة غير تقليدية وتضحيات والانتصار على الارهاب. و كما لديكم "حزب الله" في لبنان الذي أنجح المقاومة نحن لدينا الحشد الشعبي الذي حول الحرب الى حرب غير تقليدية".
وتابع الجعفري: "العراق يقف اليوم على ارض الانتصار وسبق وان حدد خارطة الطريق وكان يطمح الى تحقيق الانتصار، ووقفت معنا دول العالم والمنطقة لكن العبء الاساسي والاثقل تحمله العراقيون، الا وهو تقديم الدم وصناعة النصر والتحمت كلمة السياسيين في خطاباتهم جميعا لصياغة الخطاب العراقي الموحد رغم كل الخلافات الموجودة، وفي الوقت نفسه تحركت الجماعات المسلحة كلها في خندق واحد وواجهت الارهاب وانتصرت عليه وأحدثت ردات فعل ايجابية لدى دول العالم التي وقفت جميعها الى جانب العراق عندما رأت وحدة شعبه ما أضاف اليه قوة جديدة، ولذلك دوى صوت دول العالم في الامم المتحدة وفي الجامعة العربية للوقوف الى جانبه الذي انسجم مع حركاته الوطنية والاقليمية والدولية وان شاء الله يمضي في هذا الطريق لتحقيق النصر".
واعرب الجعفري عن "سعادته في زيارته للبنان سيما وانها ليست الزيارة الاولى"، مؤكدا ان "هناك مصالح مشتركة بين البلدين" مشيرا الى "الزيارات الكثيرة المتبادلة والمستمرة بين الشعبين ما ينعكس ايجابا بين البلدين".
وشكر الجعفري لباسيل حسن استقباله وكرم ضيافته أكد ان "لا حدود مشتركة بين البلدين الا ان الهموم والتحديات هي مشتركة ولا زال الارهاب يشكل تحديا في المنطقة رغم ان البلدين تعافيا من هذا الهم لكن وجود الارهاب في اي دولة هو بمثابة جرس انذار يقرع من حين الى آخر مهددا سلامة البلدين".
وختم قائلا: "لا العراق ولا لبنان يختزلان الأمن والسلم في بلديهما انما يريدان نشر السلم والمحبة والامن في كل الدول ونحن نتطلع الى انتصار السلام والامن في كل العالم".
اسئلة
وردا على سؤال عن تأليف الحكومة قال باسيل: "إن شاء الله قريبا"، مضيفا: "المهم ان تكون الحكومة فاعلة ومنتجة". معتبرا ان "عدالة التمثيل تتحقق والقواعد والمعايير التي تجمع تتحقق وهذا ما يسمح للحكومة بقرار من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ان تتشكل ونتمكن من اليوم ان نقول مبروك".
وسئل باسيل لمن ستؤول وزارة العدل فقال: "لست ذي صفة، وليس هنا المكان لأخوض في التفاصيل".
وعن اختفاء الصحافي جمال الخاشقجي قال باسيل: "يجب علينا ان ننتظر نتائج التحقيق لنتمكن من اعطاء موقف رسمي، ومن الطبيعي ان نكون الى جانب الحقيقة وفي كل مرة تقع حادثة مشابهة عليها لغط تكون مناسبة للتأكيد ان احترام هذه الاتفاقات الدولية وحدها تستطيع رعاية وتنظيم العلاقات بين الدول وفق مبدأ السيادة واحترام الشرعية الدولية".
من جانبه وصف الوزير العراقي "الحادثة بالغريبة والمفاجئة والمرفوضة وتمس بحقوق الانسان".
من جهة ثانية وردا على سؤال اعتبر باسيل ان "العراق هو سوق كبير للبنان"، وقال: "ان اقفال الحدود امام لبنان كسر الميزان التجاري بشكل كبير"، آملا بعد فتح معبر نصيب مع الاردن ان" يفتح معبر الـ بو كمال مع العراق ليتنفس الاقتصاد اللبناني خصوصا القطاع الزراعي وتحديدا تصريف موسم التفاح اللبناني".
بدوره، اكد الجعفري ان "السعي حثيث وجاد لفتح المعابر"، معتبرا ان "الاقتصاد مهم ويدخل في سياق العلاقات السياسية والجادة لفتح المعبر"، معتبرا ان "سوق الاعمار والبناء في العراق مفتوح امام الدول الصديقة التي يمكنها ان تساهم في اعادة الاعمار ولبنان دولة شقيقة لها شركاتها وامكانياتها والسوق امامها مفتوح".
وعن التعاون النفطي مع لبنان قال الجعفري: "لن نتردد في كل ما يشكل مصلحة للبلدين".
وعن حقوق اللبنانيين الذين غادروا العراق في التسعينيات اكد الجعفري ان "القضاء العراقي لن يتردد باعطائهم حقوقهم اذا كانت لديهم حقوق قانونية".