"درون" بـ "درون"... "مش زابطة"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
أنَّــــى اتجهت رياح السياسة اليوم أو غدا، ومهما اختفلت وتباينت الآراء والتحليلات، أو تضاربت الإستنتاجات، يبقى ثمة ثابت أكيد متمثلا بإجماع وطني على إدانة العدوان الصهيوني، وهذا ليس بالأمر العادي في بلد مثل لبنان تحكمه التناقضات من السياسة إلى سائر تفاصيل الحياة اليومية، ومن هنا، فإن ما تكرس في اليومين الماضيين يعكس حالة من الارتياح، على اعتبار أن أي إجماع وطني حيال قضية معينة، يعني أن لبنان حقق انتصارا على الذات أولا، أما الرد المتوقع على العدوان فيصبح – على أهميته – تفصيلا في وقت تضرب إسرائيل أخماسا بأسداس ويتوجس الأميركي خيفة من حرب واسعة.
في وقائع الميدان، جاء رد الجيش اللبناني على "المسيَّرات" الإسرائيلية انطلاقا من بلدة العديسة جنوبا ليضع النقاط على الحروف، وليؤكد أن اليوم ما عاد كما سابقه، وثمة قوة تعضد قوة، الجيش والمقاومة، أما الإسرائيلي ومنذ ليل السبت – الأحد، أي بعد الاعتداء على حي معوض في الضاحية الجنوبية ما زال يكثف طلعاته الجوية عبر "المسيّرات"، ويتمنى أن تسقط المقاومة عددا منها وتنتهي القصة، أي "درون" بـ "درون"، وبالتأكيد حسابات الحقل لن تتطابق مع حسابات البيدر.
لا يمكن لأحد أن يدعي أن المواجهة ستكون سهلة، وهنا لا نتحدث عن واقع سياسي إقليمي ودولي وضع لبنان في دائرة الاستهداف فحسب، وإنما عن تبعات كل ذلك على واقعنا الاقتصادي، لكن لبنان لا يعيش في منطقة نائية، وإنما وضعته الجغرافيا في قلب معادلة الصراع الإقليمي، وانطلاقا من كل ذلك شكل الإجماع الوطني عامل قوة، يفترض بلورته وتوظيفه لمواجهة الداهم من أزمات، من النفايات إلى الكهرباء وصولا إلى الاقتصاد وهو التحدي الأكبر الماثل اليوم وسيبقى القضية الأهم للنهوض بلبنان من كبوات السياسة.
في الماضي القريب كانت إسرائيل تشن عدوانا مع بداية كل صيف، لتضرب الاقتصاد وتشل قطاعي السياحة والخدمات، لكن مع ما شهدنا في السنوات الماضية، أخذ السياسيون لبنان إلى توترات سياسية وأمنية تعطلت معها دورة الحياة، وهذا ما يفرض اليوم على الجميع التوافق، خصوصا وأن استمرار السجال السياسي وتعطيل البلد تستفيد منه إسرائيل وأعداء لبنان، وفي هذا السياق لا بد من أن تترسخ قناعة بأن الاستقرار الداخلي حاجة توازي التصدي لأي عدوان.
وبالعودة إلى رد المقاومة، فلن تتأكد إسرائيل أن الأمور يمكن أن تنقضي "درون" بـ "درون" أو بالمعني الشعبي "مش زابطة"، والأيام كفيلة لتقنع المسؤولين الصهاينة أن "الزمن الأول تحول"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|