توازنات لبنان... بين آينشتاين ونيوتن! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن التوازنات في البلد، بالرغم من أن أحدا لا يعلم إلى الآن أين اختل التوازن، إلى درجة أن اللبنانيين عادوا إلى سابق هواجسهم التوازنية، وثمة بينهم من يرفع أدعية التمني قائلا: "توازنوا بالخير تجدوه"، علما أن التوازن ليس بأكثر من شعار في بلد لم يتوازن يوما، فضلا عن أننا في لحظات عابرة كان يتراءى لنا أن السياسة في لبنان يجب أن تمارس بمعادلات فيزيائية مع جهاز لقياس التوازنات يوما بيوم، تماما كما يقاس الضغط الجوي والرطوبة في مصلحة الارصاد الجوية في "مطار رفيق الحريري الدولي"، فهل يمكن توفير جهاز عصري حديث يقيس التوازنات؟
يبدو أن لبنان بحاجة إلى نيوتن وآينشتاين لتبني معادلة سياسية توازنية توائم بين الفيزياء التقليدية والفيزياء النظرية الحديثة، علنا نتمكن من اكتشاف "الثقوب السوداء" السياسية في لبنان، خصوصا وأن أي ثقب سياسي أسود يمكن أن يبتلع مجرة طائفية ويقع المحظور التاريخي والوجودي. لو كان ستيفن هوكينغ الراحل بيننا اليوم لكان أفتانا القول لجهة الحد من خطر الثقوب السوداء كي لا نفقد توازننا و"نقع على رؤوسنا شك" وندخل في "كوما" دائمة إلى أن يسترد الله أمانته، وعندها يكون المجال متاحا لولادة لبنان جديد يتوازن بالحق والعدل، ويتوازن كذلك باحترام الإنسان ويتوازن أيضا وأيضا بالقضاء العادل المحصن من أي تدخلات ترسم توازناتها في جسمه المترهل، وتحيله صورة عن توازناتها اللامتوازنة. طالما أننا محكومون بالتوازن دون أجهزة استشعار عن بعد، تعدّ وتحسب مع تركيب عدادات تحصي المواليد على غرار عدادات المولدات الكهربائية الخاصة، سنظل غير متوازنين ليس في السياسة فحسب، وإنما في الحياة أيضا، والحمدلله أن ثمة من اقتنع اليوم بعودة التوازن، وصارت التوازنات في عرفه التوازني صحيحة بقياس ميزان "جوهرجي"، ولم يعد ثمة خوف على لبنان، وصار بإمكان اللبنانيين أن يناموا هانئين هادئين مطمئنين وأبوابهم مفتوحة، على ما قال يوما الرئيس الراحل سليمان فرنجية، يوم رفع شعارا عقب انتخابه رئيسا للجمهورية: "ناموا وأبوابكم مفتوحة". لكن تبقى ثمة مشكلة لا علاقة لها بالتوازن الطوائفي، وهي تلك المتمثلة بسياسيي الصدف غير الجميلة، أي أولئك الذين لا وزن لهم أساسا، وهذه معضلة توازنية عصية على الحل، نتمنى ألا تأخذنا في لحظة تخلٍّ إلى أن نفقد توازناتنا الداخلية، ونعود إلى النكد التوازني ويفقد لبنان حصانته في انعدام التوازن والتوازنات، لذا علينا دائما أن نحذر دائما من الثقوب السوداء السياسية، وما أكثرها!
|
|
|
|
|
|
|
|
|