الفسلطينيون هم من صنع نهضة لبنان! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
مهلا وعيب وكفى ويكفي وحبذا لو، دعوة لمن راح يتحدث عن توطين الفلسطينيين في مَا لو أتيحت لهم إمكانية العمل كأي لبناني، دعوة صريحة مجللة بالقيم الروحية والإنسانية السمحاء وبالمحبة الكونية في بلد عاجز كئيب لم يرتق إلى حدود شعارات خرقاء جوفاء شمطاء رعناء، دعوة بأن يهدأ ويرتدع ويرعوي ويتقهقر من يتحدث عن توطين بقناع أو بسفور أو بحجاب حاجز يضغط على المعدة ويفتك بالأعصاب، وإلا فيجب أن تكون دعوته هذه مقترنة بالطلب من الولايات المتحدة الأميركية وسائر دول الاغتراب أن تستعيد الجنسية من اللبنانيين، لا بل وأن تمنع حكومات الإغتراب اللبنانيين من العمل ومن إمكانية أن يتملكوا عقارات وأبنية. مهلا وعيب وكفى ويكفي وحبذا، في القضايا الإنسانية ليس ثمة معيارين، هناك فقط معيار إنساني في لبنان وواشطن وكازبالانكا وجزر الفارو، ليس ثمة مثل هذا الحقد المصبوب من فولاذ التعصب لا تذيبه جهنم ولا آلهة النار، فاهدأوا و"كِنُّوا"، ما هكذا تساق الأمور، ولا هكذا تورد إبلكم لماء آسن في مستنقع مغلول بـ "سيانوبكتيريا" سياسية وكيانية في لاكيان ضائع، والـ "سيانوكبتيريا" طفيليات سائبة سامة تجد طريقها لقلوب داشرة، لنفوس مضرجة بخمول العقل وضياع الفكر عند مقولة أن "الله خلق اللبناني وكسر القالب"، فنحن خير شعب طاهر مطهر وما عدانا قطاع طرق وحيوانات ترتع في لامعنى الحياة والقيم. يا هذا ويا ذاك ويا ذياك ويا تانك ويا تينك ارعوِ، ارعووا، ليس ثمة من هو "مشردق" بجنسية، في وقت نبحث فيه عن ملاذ نحن الشعب المحتار ننتظر لـ "نَــــهِجّ" و"ندشر" من أرض الأنبياء والخواء، ولننأى قليلا عن جنس الأنقياء، هذا إن بقي باق، قبل أن نضيعَ في عوالم غير متحضرة، بدائية، من تمثال الحرية الأميركي إلى قوس النصر الباريسي إلى حدائق بابل المشنوقة ومسلة الإسكندرية "تنعر" ذوات الدماء التقية. يكفي ادعاء وتبجحا، الفسلطينيون هم من صنع نهضة لبنان الحديث، أولئك الذين حصلوا على الجنسية اللبنانية بعد سنوات قليلة من النكبة 1948، وهم من ساهم في تطور القطاع المصرفي وأولهم يوسف بيدس، وهم من أول من جلب صناعة الألبسة الجاهزة إلى لبنان، من عطالله فريج إلى تيوفيل خوري، وهم من حلق بلبنان عاليا في فضاء الثقافة والفنون، أما الفلسطينيون في المخيمات فلا يظنن أحد أنهم طامعون بجنسية، من وضع في القلب فلسطين واحتفظ من الجد إلى الابن إلى الحفيد بمفاتيح البيوت العتيقة في حيفا ويافا والكرمل يأنف أي هوية غير هوية فلسطين، هم لا يبحثون إلا عن كرامة إنسانية ضائعة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|